الخليج العربي يقوم على ثلاث خزائن اقتصادية عظيمة توجد في السعودية والامارات وقطر، لذلك نرى رئيس الوزراء الياباني ورئيس تركيا وسواهما من الزعماء يضعون ذلك في اعتبارهم، عند زيارة هذه المنطقة الغنية بمصادر الطاقة.
كما انّ المؤتمرات الكبرى ذات المشاركة العالمية الخاصة بالاستثمارات والنفط والغاز والتكنولوجيا، تتصدر اهتمامات الدول الخليجية الثلاث وتكرس فيها الخبرات المتجددة. ولإيران مشروع كبير في الإفادة من النواحي الاقتصادية لهذه الدول الخليجية، ولعلّ التساهل في تحقيق المصالحة السريعة مع السعودية كان يصب في هذا الهدف الاقتصادي أولاً وأخيراً.
العراق متأخر كثيراً عن فتح صفحات تعاون اقتصادي واستثماري مع دول الخليج المقتدرة، وما حصل من زيارات عالية المستوى حتى اليوم، لا يعني انّ هناك استقراراً في اعتماد دول الخليج للعراق كساحة استثمارية مستقرة وطويلة الأمد. اعرف انّ هناك اتفاقيات عقدت في هذا العام أو في الأعوام القليلة السابقة، لكن ذلك كله لم يرتق الى مستوى أن يفكر البلد في انّ طريقنا يجب ان يكون سالكاً من حيث جميع النواحي نحو دول الخليج وفي مقدمتها السعودية، ليس من خلال العامل الجغرافي الذي يتميز فيه العراق، وانّما لنواح كثيرة نتقاسمها معهم، كان ينبغي ان يكون هناك “عقل تخطيطي” لا يتأثر بتبدل الحكومات في بغداد يشتغل أربعاً وعشرين ساعة في اليوم من اجل الانفتاح على الاقتصادات الغنية المرتكزة على تحديث وتكنولوجيا، فضلا عن عدم وجود أطماع
سياسية وتاريخية محيطة بها، كما هو الحال لدى دول الجوار غير العربية، اذ تظهر وتختفي تبعاً لظروف دولية أو مصالح ضاغطة.
أهم الشركات العالمية للطاقة تتمثل في شركة “أرامكو” في السعودية التي لها حدود برية طويلة مشتركة مع العراق، وانّ التواصل مع أي مشروع انتاجي أو استكشافي أو استثماري للطاقة في بلدنا سيكون متاحا بأرخص أسعار الشحن والنقل والادامة، فضلا عن مجال نقل الخبرات القريب، ولكن لا توجد اتفاقات ناجزة مع مثل هذه الشركة من اجل احياء قطاع الغاز او الاستكشافات النفطية الأخرى في الجزء الغربي من البلاد في اقل تقدير.
نراهم يرمون كل البيض في سلة واحدة، حتى بات يتكسر امامهم البيضة تلو الأخرى، من دون القدرة على أفعال حقيقية، سوى الترقيع