في سنةِ 1970 ، قامَ عالمُ الحيواناتِ الأمريكيِ ( جوهنَ كالهونِ John Calhoun ) بإجراءِ تجربةٍ غريبةٍ ، حيثُ وفرَ للفئرانِ مساحةً كبيرةً مصممةً خصيصا بأنْ تعيشَ الفئرانُ في وفرةٍ منْ الطعامِ والماءِ ، ومساحةُ معيشةٍ كبيرةٍ . . في البدايةِ وضعَ أربعِ أزواجِ منْ الفئرانِ ذكرينِ وأنثتينْ ، وبدأتْ الفئرانُ تتكاثرُ بشكلٍ سريعٍ جدا وتعدادهمْ يزيدُ أكثر وأكثر . . وبعدُ ما حواليْ 315 يومٍ ، بدأَ تكاثرُ الفئرانِ في الانخفاضِ بشكلٍ ملحوظٍ . . ! ! ؟ ولما وصلَ عددها إلى 600 فأرٍ ، ظهرَ بينهمْ تسلسلٌ هرميٌ أوْ ما يعرفُ باسمٍ ( *الميلُ للانعزالِ* ) ، وبعدُ ذلكَ ظهرتْ طبقةٌ عرفتْ ب ( * البؤساءُ * ) وبدأتْ الفئرانُ الأكبرُ في الحجمِ تهاجمُ المجموعةُ الأصغرُ والأضعفُ والذي أدى بدورهِ إلى ( الانهيارُ النفسيُ لكثيرٍ منْ الذكورِ ) . . حتى إناثِ الفئرانِ تخلتْ عنْ دورها في حمايةِ صغارهمْ وفضلتْ تهاجمُ صغارَ الإناثِ الثانيةِ بدونِ أيِ سببٍ ؟ ! ومعَ مرورِ الوقتِ ، وصلَ معدلُ وفياتِ الفئرانِ الصغيرةِ إلى 100 ? , وانخفضَ معدلُ الإنجابِ إلى 0 ? ، وظهرتْ المثليةُ الجنسيةُ ؟ ؟ ! وأكلتْ الفئرانُ لحومَ بعضهمْ على الرغمِ منْ توافرِ الطعامِ . . وبعدُ كلِ ما حصلَ ، تمَ ولادةً آخرٍ فأرٍ في التجربةِ . . *بعدُ مرورِ سنتينِ* منْ بدايتها ، وفي سنةِ 1973 ماتتْ كلَ الفئرانِ في تجربةٍ أطلقَ عليها اسمٌ ( universe 25 ) . . *تمَ تكرارُ التجربةِ 25 مرةٍ وفي كلِ مرةٍ كانتْ النتيجةُ واحدةً* . . *لقدْ أثبتتْ هذهِ التجربةِ مدى الانهيارِ المجتمعيِ الذي ممكنٍ يحصلُ لنا كبشرٍ ، لوْ توفرتْ لنا كلِ سبلِ الراحةِ* تذكرتْ هذهِ التجربةِ ، ونحنُ نتفحصُ مدى انتشارِ أحزابِ الفسادِ في التجمعاتِ العشائريةِ وبعضَ التجمعاتِ النخبويةِ لغرضِ السيطرةِ على مجالسِ المحافظاتِ ومجالسِ النوابِ والدرجاتِ الخاصةِ وعلى المؤسساتِ الأهليةِ منْ مصارفَ ومستشفياتٍ واستثماراتِ وجامعاتِ وووو . . .، وننتظر اندثارهم من ما يمتلكون من ثروات و عقارات و كل وسائل الرخاء ، ولازالَ أهلنا في عوزٍ وفقرٍ وبؤسٍ ، معَ إيماننا العميقِ بحكمِ اللهِ الذي بينها قي بالآيةِ الكريمةِ : ( *ولوْ بسطَ الله الرزق لعبادهِ لبغوا في الأرضِ* . . ) . . البروفيسور د ضياءَ واجدْ المهندسُ . مجلسُ الخبراءِ العراقيِ