ليست هناك خطة محكمة للقهر
فقط عليك أن تضع نفسك على أول الطريق
طريق الحياة المتّجه حتماً نحو الموت
أن تتسلى بقضم أظافرك الطويلة كالأطفال
أو تخيط ثياب الحماقة في الليل مثل النساء
أو تقدم فروض الطاعة لموظف غبي
يعمل في مصلحة حكومية عتيقة
تتلو صلواتها المقدسة في كتاب الروتين
أن تشاهد نشرة أخبار المساء
وتسلم أذنيك الطويلتين
لنهيق المذيعين الذين يحملون
فوق ظهورهم اوزاراً
أن تصنع لنفسك كوباّ من الشاي
المحلى بطعم الملح
أو ترتدي مريلة المطبخ
وتغسل الأطباق راضياً
مستمعاً ومستمتعاً بصوت أم كلثوم
وهي تبكى على الأطلال
أن تلقى بجسمك المتهالك
فوق الفراش
بجوار زوجتك الغارقة في نوم بغيض
وتحاول أن تفك جدائل شعرها المطوية
في انتظار فرحة لن تجئ
أن تمشط الطريق عائداً
الى البيت على قدميك
متعالياّ على التوكتوك
هارباً من ذلك السائق المتجهم
ذي الجرح الغائر فوق الوجه
حتى لا ينتزع من جيوبك
ثلاثة جنيهات معدنية
أن يتسلل إلى روحك
شعور خفى بالبهجة
عندما يخبرك القادمون من الاتجاه المعاكس
بأن عربة الجيش المصفحة
تقف شامخة فى نهاية الشارع
وتقوم بتوزيع أكياس السكر المدعومة
على جموع الغلابة
من المواطنين ..