عراقكم سلطة ومحاصصة وغنائم،وعراقي حبٌ وشغفٌ وملاحم…عراقكم فسادٌ وأموالٌ وجرائم…وعراقي تاريخٌ وإرثٌ وشممٌ قائم…عراقكم جكسارات،وبوابات،وحرس،وخضراء وسلاحٌ فالت.وعراقي دجلةٌ يتبغدد وفراتٌ يتسيد وشطٌ الى الخليج يتمدد…عراقكم ما سرقتم واكتنزتم،وعراقي كل ما كرهتم…عراقكم قصورٌ سكنتموها،وضياعٍ اقتنيتموها،وجواري استعبدتموها.وعراقي فقراءٌ يتضورون،وشيوخٌ شامخون،ونساءٌ يعطون ولا يضجرون…عراقكم النوى وعراقي الهوى..عراقكم حصاد أحتلال،وعراقي شهدٌ رغم الاعتلال…عراقكم احزابٌ اخترعتموها وميليشيات سيدتموها وتيجانٌ عبدتموها.لكن عراقي درابين سكنتها،وملاعب صبا ارتدتها،وبساتينَ تسورتها،وشوارع مشيتها،وعطور وردٍ شممتها،وأزهار زرعتها،وأشجاراً تفيأتها.عراقكم ما تآمرتم وسرقتم،وعراقي ما زرع آبائي وأجدادي فدمرتم.عراقكم بلا أرثٍ،ولا تاريخ،ولا أثرٍ سوى الريح. أما عراقي فهو سومر وأكد وبابل وآشور والنمرود والبصرة والكوفة وبغداد وأربا إيلو وثورة العشرين. عراقكم أسرٌ حاكمة،وأسوارٌ قائمة،وأشباه رجالٍ خائفون،وكلابٌ يحرسون،وحماياتٍ يعسّون واولادٌ باذخون.أما عراقي فناس بسطاء،ورجالٌ شرفاء،وشيوخٌ اتقياء،واطفال أنقياء.يتضورون فلا يأنون،ويصبروا ولا يغفرون.عراقكم غدرٌ وتآمر،ومكرٌ وتدابر،وحروبٌ ودماء.وعراقي شرفٌ ووفاء،وطيبةٌ وسخاء،وأخلاقٌ لم تعرفوها وبيئةٌ لم تألفوها فعشتم فيها كالغرباء.عراقكم أرضٌ جرداء،ونهرٌ بلا ماء،وشوارع بلا كهرباء. أما عراقي فأرضٌ ترعرع فيها الخصب والجمال،وعشتار وتموز،وشوامخ الجبال.عراقي الحسين الذي فداه العباس،فصار مثلاً لكل الناس.عراقي الجاحظ والفراهيدي والمتنبي،وجنيد والگيلاني ويونس النبي،والسياب والملائكة،ومواويل حضيري،وترانيم الملايه،وحسچة عريان،وموسيقى الساهر .عراقكم جدبٌ،وحَلْبٌ،وضرعٌ جففتموه،وصراعٌ أججتموه،وشعبٌ قسّمتموه،وتاريخٌ شوهتموه،وأرثٌ ما أورثتموه.أما عراقي فهو الفلاح وما بقي من زراعته،والعاملُ وما بقي من صناعته،والطالب وما بقي من زراعته. عراقي هتاف تشرين،والشباب الثائرين،واحلامٌ ستتحقق بيقين.لكن عراقكم حاضرٌ مؤقت،وزائرٌ مشتت،وظلامٌ سينجلي ولو بعد حين.عراقي العراق،وعراقكم كذب ونفاق.عراقي باقٍ وعراقكم زائل.عراقي صائر وعراقكم زائر. ياشذاذ الآفاق،أنه العراق،بركانٌ لا يهدأ،وأعصارٌ لا يفتر،وعنفوانٌ لا ينتهي،وإصرارٌ لا ينثني…إنه عراقي الذي أعرف،لا عراقكم الذي تجهلون.
ملاحظة:فكرة هذه المقالة مستوحاة من مقالة جبران خليل جبران(لكم لبنانكم ولي لبناني).

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *