اساءات واستفزازات مستمرة واجهتها والقائم بها نكرات وموتورين وخونة عملاء ،استهدفوا من خلالها المقدس الاسلامي بدءا من تراث المسلمين وشعائرهم ،مرورا بالاساءة لنبينا عليه واله افضل الصلاة والسلام وليس انتهاءا بالاساءة لكتاب الله المجيد القرأن الكريم .
مسلسل التعدي على القرآن الكريم في السويد وغيرها من بلدان اوربا ، يكشف جليا اننا امام مخطط مريب ،وهو كشف تؤكده الوقائع لا التحليلات ، وهو ليس وهماً وسيراً وراء وساوس نظريات المؤامرة وعقد المظلومية ، بل حقيقة ماثلة للعيان ،تشير اليها وتثبتها سلوكيات حكومات الغرب الداعرة ،ومؤسساتها العاهرة العوراء ،التي تعد الاساءة للمسلمين من ضمن قوانينها التي تقول انها تضمن لمواطنيها والمقيمين على اراضيها حرية التعبير ،بوصف هذا الفعل المشين مدرجا ضمن قائمة القوانين الضامنة للحريات ،دون أدنى مراعاة لمشاعر المجتمعات الاسلامية في العالم والجاليات الاسلامية في السويد ذاتها ،فأي حرية تلك التي تبيح لعميل معتوه الاساءة لمقدس اسلامي يعتقد به ملياري مسلم ،بينما تجرم بروفيسور و تمنع عالماً من التفوه بكلمة تمس شعور شاذ يخالف الفطرة الانسانية ،وتزج به خلف قضبان السجن وتمنعه من قول رأيه ،ان كانت هناك حرية رأي وحرية شخصية كما يزعمون؟
ان المعطيات على الارض تشير بوضوح لوجود اجندة معادية ،يجري تنفيذ فقراتها وتمرير مضامينها الشريرة بأصرار ،فكيف للاجئ ان يقوم بكل ذلك ومن أين له كل هذه القدرات للقيام بفعله المسيء ،ان لم يكن خلفه قوة تحميه وتسنده ،وحتى لو افترضنا جدلا ان تلك القوانين تحميه من محاسبة السلطات ،فكيف سيحمي نفسه من فورات الغضب الشعبي ،سيما وان مملكة السويد تحتضن ما نسبته 7 % من حاملي الجنسية السويدية ،ناهيك عن عدد كبير من اللاجئين من شتى البلدان الاسلامية .
المسلمون شعوبا وحكومات امام تحد كبير لاختبار قوتهم واظهار فعلهم على اكثر من مستوى ،في مواجهة هذه الهجمة المنسقة التي تستهدف هويتهم وربما وجودهم ،و رد الفعل المنتظر الفعال ،ينبغي ان يتجاوز العواطف ،وان كانت جزءا من المعادلة ،لكن هناك خط فعل يمكنه احداث الفارق ،ووضع حد لكل هذه التجاوزات والفوضوية الاوربية الغربية التي تتسبب بها سلوكيات مواطنيهم ومؤسساتهم وحتى حكوماتهم ،فمن المقاطعة الاقتصادية الى تعطيل بروتوكولات التعاون الثنائية وابعد من ذلك باللجوء لتجميد العلاقات الدبلوماسية وطرد السفراء ،شريطة ان تعتمد هذه الاجراءات جماعيا وبأتفاق واجماع اسلامي على مستوى الحكومات .
ان تجريم هذا الفعل يحتاج لفعل ايضا وقد لاتنفع المعالجات الفردية وردود الافعال المنفعلة لوقف تكرار الاساءة ،نعم قد تحد منها لكن حتى وان جرى ذلك اليوم في السويد فسيظهر مرة اخرى في بلد اخر ،لذا فأن معالجة اصل الفعل والضغط بأتجاه تجريم دولي لمثل هذه الممارسات هو الحل الامثل ،وهو عين ما شخصته المرجعية الرشيدة برسالتها الموجهة لشخص الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيرش ، والتي دعت صراحة للعمل على تلافي اثار هذه الاساءات بمعالجتها قانونيا وتنظيم العلاقة بين البلدان وعدم السماح بتهديد الأمن والتعايش بين الشعوب ،وعليه فيجب ان تتبنى حكومات البلدان الاسلامية هذا المسار بتحويل مسألة الاساءة للمقدسات الاسلامية وتكرارها بعنوانه خطاب كراهية وتطرف يحتاج لمعالجة جادة دون مماطلة وتسويف .
لقد اثبتت التجارب ان وحدة المسلمين وقوتهم تكمن في اجتماعهم وتبنيهم لموقف حازم ،اما الاكتفاء برسائل فردية وردود افعال متفاوتة في قوتها وتأثيرها يضعف هذا الموقف ،بل ويفتح الباب امام المتقولين والمتطاولين للعزف على وتر التناقضات ،من هنا فالدعوة قائمة والحاجة ايضا لأن تفعل الحكومات المنظمات الجامعة للقرار الاسلامي مثل منظمة المؤتمر الاسلامي ، والاتفاق على اليات مؤثرة و ورقة عمل واجبة التنفيذ تتضمن الاجراءات العقابية والتأديبية للبلدان المسيئة ،مع تبني مقترح قانون اممي يجرم هذه الافعال ويردع الحكومات التي تسمح بتصدير خطابات الكراهية ،عبر تشريعها قوانين تسمح بالاساءة للاديان والمقدسات ،على غرار ما تم تبنيه من قوانين تدين من يشككون ولو بالاشارة للمحرقة المزعومة ( الهولوكوست ) وتعادي السامية .
هي دعوة للفعل وتجاوز رد الفعل ،والحاجة قائمة وملحة لوقف حملات استهداف الاسلام والاساءة للمسلمين وعلى الشعوب ان تضغط باتجاه تجنيد جهد الحكومات لتحقيق هذه الغاية التي تحفظ للامة كرامتها وتحمي مقدساتها وتراثها وشخوصها من العبث الاوربي الغربي المعادي ..