سقطتُ من جديد:
أنا مهرّج فَقَد دمعته مثلما فقد وجهه في غرفة التّجميل.
السّير على الحبل بحذاء أكبر من مقاس حزني جعلني أتعثّر في ضحكات المتفرّجين.
الحقيقة أنّي فقدت توازني منذ سقطتي الأولى من عينيْ أبي:
[وعدته أن أوفّر له ثمن الحجّ قبل موته, لكنّ الوعد ظلّ عالقا في قلبه, إلى أن صار خيطُ نبضِه مستقيما مثل الحبال المعلّقة في السّيرك.]
نحن المهرّجين
نسترجع وجوهنا و دموعنا عندما نسقط…
نحن المهرّجين
تطاردنا قهقهاتُ المتفرّجين..
تطاردنا أسئلةُ آبائنا الماضين قبلنا إلى الهاوية.
في السّقوط الأخير:
ربّما.. رأيت شعرة أبي الّتي احتفظتُ بها تحت قبّعتي تطير ..تطير و تتركني وحيدا…
ربّما سمعت أبي يصرخ بي
كما صرخ بي..
قبل أن أسير على الحبل أوّل مرّة,
قبل أن أسير على خيط نبضه المستقيم آخر مرّة:
“أين تأخذك الرّيح, و الماء في عينيْكَ يجري؟”
أظنّ أنّه لم يكن راضيا عنّي لأنّي عاهدته:
ألّا أسقط بعده ..
أظنّ أنّي لم أكن راضيا عنه لأنّه وعدني:
أن يحرسني بشَعْرتِه.