ولى شهر تموز ، غير مأسوف عليه ، تاركا اياما من السخط المجتمعي وتراكم الشعور بالضيق والتوتر، وارتفاع معدلات العنف والمشاحنات، وإلى الميل المرضي والكسل، والشعور بالأسى ، وكلما اتذكر ايام ” جمرة القيظ ” ينتابني حزن وكآبة ، فهل نرحب بزميله الآتي ، واقصد شهر آب ، الذي كان اجدادنا يطلقون عليه بترحيب واضح انه ( يفتح من الشتاء باباً ) .. لا اظن انه باق على وصف سلفنا ، بل سيكون على وفاق وتحاب مع شهر تموز .. فهو (اتعس سلف لأتعس خلف) فتوقعات الانواء الجوية ، تقول : ايام شهر آب موازية لأيام شهر تموز.. لا اله إلا الله .
وامامي الان دراسة أُجريت في العام 2018 تشير إلى أن ارتفاع درجات الحرارة، يتسبب في زيادة إفراز الجسم لهرمون “الكورتيزول” والمعروف بهرمون القلق. إذ أن نسبة الكورتيزول تكون في أدنى حالاتها أثناء فصل الشتاء، وترتفع أثناء الصيف، ولذلك تحدث التقلبات المزاجية وتزيد مشاعر القلق والغضب والاكتئاب.
وللجو الحار كالذي نعيش ايامه حاليا تأثير على الوظائف الإدراكية، فقد أظهرت دراسة أجرتها جامعة هارفارد بأمريكا على مجموعة من الطلبة أثناء موجة حارة استمرت 12 يوما ، انخفاض القدرة على التركيز والإدراك والحفظ وبطء ردود الأفعال عند الطلاب الذين يقيمون في مساكن غير مكيفة الهواء ، مقارنةً بالمقيمين في مساكن مكيفة أو جيدة التهوية .. هذا بأمريكا حيث درجة الحارة بأعلى معدلاتها لا تزيد عن 36 درجة ، فكيف الحال عندنا ، حين تلامس الحرارة درجة الغليان .. سترك ربي .
تأثيرات شدة الحر الصحية على الانسان عديدة خصوصاً على العاملين في الاماكن المفتوحة، مثل عمال البناء ورجال المرور والفلاحين وغيرهم من شرائح المجتمع، وايضا تأثيراتها النفسية واضحة على المبدعين في مجالات الكتابة والنشاط الفكري..
مرات أسأل نفسي، كيف يتماهى الإنسان حياتياً وهو يعيش بمثل هذا الجو الحار، أكيد سيكون في محيط مليء بالأذى والعصبية .. ان الحر الشديد المصحوب بانقطاعات الماء والكهرباء والبحث عن لقمة العيش وسوء الخدمات يتسبب في فقدان التوازن النفسي للإنسان .. وشخصيا ، امقت اشهر الصيف ، ففيه تتراقص عناوين الاحباط ، وتتعالى اصوات الكسل ، وتبتعد العيون عن القراءة المفيدة .. فلا اهلا بشهر آب ، فانت صنو شهر تموز في اذيتي .. اكرهك !
[email protected]