قالت لي خاچية من القصص البابلية القديمة:
قال الحمار لحيوانات الغابة في حضور النمر : هذا العشب أحمر..
أجابه النمر : لا ، هذا العشب أخضر..
إحتدم النقاش بينهما بخصوص ذلك ،فقررا عرض النزاع على القاضي ليحكم فيه ..
عندما اقتربوا من القاضي ( الأسد ) وجدوه جالسًا على عرشه ، بدأ الحمار بالصراخ : سموّك ، أليْسَ العشب أحمر؟ “
أجاب الأسد : إذا كنت تعتقد أن هذا صحيح و فعلا تراه أحمرا” فهو أحمر..!
إندفع الحمار في وسط القبيلة صائحا مزمجرا : هذا النمر لا يفقه شيئا ،و يزعجني و أرجو أن يعاقب على ذلك، لانه يضلل حيوانات الغابة..
وافق القاضي الاسد على ذلك، فقرر أن يعاقب النمر بثلاثة أيام من الصمت ،لا يتحدث إلى أحد من أفراد الحيوانات…
رقص الحمار ،و قفز فرحا بهذا الحكم ،و رحل في حال سبيله ،و هو يردِّدُ و يُعيد :
” العشب أحمر كما قلت لكم،، العشب أحمر كما قلت لكم “
ذهب النمر للأسد و سأله : ” يا جلالة الملك ، لماذا عاقبتي و أنت تعلم علم اليقين أن العشب أخضر؟”
أجاب الأسد :” الكل يعرف أن العشب أخضر “
سأل النمر : ” فلماذا تعاقبني إذن ؟ “
أجاب الأسد : عقابك ليست له علاقة بمسألة هل العشب أحمر أو أخضر أو أو…الخ ، عقابك هو لأنه من المهين لمخلوق شجاع وذكي مثلك أن يضيع الوقت في الجدال مع الحمار ، وقد أزعجتني و أزعجت القبيلة بسؤالٍ الكل يعرف جوابه…!!! “
قال النمر : هل الحمار مصاب ب (عمى الألوان )؟!
قال الاسد: لا ، بل لديه عمى الفكر ،وعمى التعصب و العناد..
قلت لخاچية :ما الرباط لقصة الحيوانات هذه؟؟!
قالت: لا تنصح الحكومة ، ولا تتعب في طرح مقترحاتك، لأنهم أما لا يفهمون أو لا يريدوا أن يفهموا!!!
قلت لها متعصبا”: والحل ؟؟!
قالت : ننتظر رحمة الله الواسعة التي تسع الطيبين، و غضبه على الحاكمين الفاسدين ..
اللهم تقبل منا الدعاء
و ارفع عنا البلاء..
{ مجلس الخبراء العراقي