رحل طارق الدليمي بهدوء وفي غياب المعارف والأصدقاء وككل الغرباء المنسيين والمناضلين الذين لا تعرفهم هذه الاجبال ولايذكرهم إعلام هذا الزمان وفضائياته بعد 82 عاما قضّى منها أكثر من نصف قرن في المنافي الى أن استقر في سنواته الاخيره في اللاذقية حيث أهل زوجته وحيث دفن .
كان في عام 1972 أحد مؤسسي وقادة التجمع الوطني العراقي الذي ضم الاحزاب الوطنية المعارضة للنظام الفاشي . وفي عام 1978 أسس وآخرون حركة الطليعة الديمقراطية ، وظل صامدًا على قناعاته حتى وفاته .
لقد خسر الكثير وهو يقاتل دفاعًا عن قناعاته السياسية ، بدءًا من خسارته في شبابه لدراسته في كلية الطب وكان في المرحلة النهائية ، حتى نهاية عمره اذ كل متاعه من هذه الدنيا – كما وصفه صديقه الاستاذ الكبير عبد الحسين شعبان – بضعة كتب وحفنة أصدقاء وضمير حي ومروءة لا تنقطع .
رحم الله طارق الدليمي المثقف الموسوعي ، والمناضل الصلب ، والانسان الرائع . والخلود لهذه الاسماء الكبيرة التي ناضلت بصلابة واصرار ضد النظام الفاشي ، ولم تتاجر يوما بتاريخها السياسي ولم تتخلّ عن قناعاتها ومبادئها .