هذا هو الإسم الحقيقي والدقيق والعادل لتلك الحرب الدامية القائمة حتى الآن بأرض دولة أوكرانيا ، وقد تمتد – إن لم تتوقف فوراً – إلى ما حولها من روسيا وقارة أوربا العجوز الغبية التي ارتضت أن تكون ذيلاً وعتاداً مجانياً يلقم مدفع الحلم الأمريكي الجشع الذي لا حدود له .
قبل وقوع هذه المجزرة العبثية البشعة وبعدها ، لم تقل روسيا الإتحادية أو الصين الشعبية الواحدة إن أمريكا تشكل تهديداً استراتيجياً لهما ، لكن دولة العم سام الشرسة قالت ذلك مراراً وتكراراً مملاً ومتصلاً .
أما ثمن المعركة فلقد تم دفعه من قبل الأوربيين الأغبياء ، والمعونات المليارية التي تعلن أمريكا عن تقديمها إلى فخامة الذيل المهرج زيلينسكي هي عبارة عن عمليات تجارية ضخمة ومثمرة جعلت مصانع السلاح الأمريكية العملاقة تنهض وترقص وتغني بعد كساد ضربها وكاد يشلها ، حيث توقفت معظم الحروب والفتن التي أشعلوها ولم تعد سوق السلاح هناك مجدية ومسعدة لعبيد المال والمادة .
وبسبب الفرق الهائل بين أجهزة الدعاية والإعلام والتضليل الروسية المتخلفة ومثلها الصينية بوصفهما التحالفي ، فإن دكاكين الدعاية الأمريكية الفتاكة ومعها الانكليزية والفرنسية قد سيرت شكل وتوصيف الأحداث كما تحب وتشتهي مسندة بتأريخ تراكمي طويل من عمليات تصنيع الكذب وتضليل الرأي العام العالمي الكسول والمطعون بمعمعة وجلجلة وسائل التناطح الإجتماعي وأشكال شريرة ومبتكرة من وسائط إلهاء أشهرها اليوم هو الذكاء الاصطناعي .
في منطق العصا الغليظة المرفقة بالجزرة أحياناً ، لم تعد دولة العجوز جوزيف بايدن بنفس القوة والهيبة والسطوة والإرهاب الذي كانت عليه قبل عشرين سنة ، فالعرب وخاصة حلفاء الأمس كان موقفهم المحايد واضحاً وعلى قدر عال وممكن من المسؤولية والكرامة ، والأفارقة مثلهم وقد شرعوا بمعركة صامتة لا تظهر على شاشات الفضائيات القذرة ، وهي معركة كنس المستعمر الفرنسي والإنكليزي معه من القارة السمراء الغنية الخلاقة الرائعة لولا وجود المستعمر اللص الغربي القاتل .
أما في باب حنطة اوكرانيا الوفيرة فإن الغرب عموماً يريد ممراً آمناً لتصديرها ووصولها كاملة له ، مع رمي بعض الفوائض القليلة للدول الفقيرة والجائعة ، وهذا هو الجوهر الحقيقي لمعنى ومبنى الحضارة الغربية التي لا تدري ماذا يخبىء لها قادتها الأوغاد