ان الدوري التخريبي للاعراب والجهال في العراق لم يقتصر على الواقع السياسي او الاجتماعي وانما اطال حتى المؤسسات الدينية ان كان شيعية او سنية ، وسنبدا بالحديث عما اصاب المؤسسة والمرجعية الدينية السنية وكالاتي : – لقد فتحنا اعيننا نحن جيل الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي ، فقد كانت اهم المراكز الدينية الشيعية وكما هو الحال الان هو في النجف والكربلاء والكاظمين ، اما المرجعية الدينية السنية فهي كانت في بغداد ومنذ قرون خلت ، وكان هنالك مراجع دين وعلماء كبار ينتمون الى عوائل وبيوتات بغدادية محترمة ومرموقة ومتحضرة كبيوتات (السهروردي والنقشبندي والالوسي والاعظمي والبدري والمفتي والواعظ والحافظ وغيرهم) ، لقد كان هؤلاء ابعد ما يكون عن التطرف والعنف ، او ان احدهم كفر الشيعة او افتى بقتلهم ، فقد كان الواحد منهم يتحرج ان يطأ (نملة) اثناء سيره ،، الى ان جاء نظام الاعرابي صدام الذي حارب العوائل والمجتمعات المتحضرة واصحاب الكفاءات العلمية والمعرفية والشخصيات المتحضرة وخاصة البغدادية والعلماء وقد كان في مقدمتهم هم علماء اهل السنه من اهالي بغداد ولازلنا نتذكر كيف جرى الاعتداء والتمثيل بجثة المرحوم عبد العزيز البدري ، وبالنتيجة فقد اخذ تواجدهم يتضائل ونشاطهم يتراجع ومنهم من اضطر الى خلع العمامة والجبة واستبدلها بالكوفية والعقال تماشيا مع توجهات نظام صدام القبلية ، وبالنتيجه فقد انتقلت هذه المرجعية الى محافظه الانبار وبالتحديد الى الفلوجة وهنا بدأت تظهر وتنشط الحركات السلفية الوهابية والتكفيرية بسبب علاقه اعراب هذه المحافظة باعراب السعودية ، سيما وان حاضنات التطرف والارهاب التي تعتمد على (الذبح والقتل) هي مجتمعات البداوة والتعرب !! لان المجتمعات السنية المتحضرة ترفض التطرف ولا تجرأ حتى على قتل حيوان او ان احدهم اذا راى الدم يسقط مغشيا على الارض . وننتقل الان الى الكارثه والفوض الغير مسبوقة التي ظهرت بعد السقوط لما يقوم به اعراب الشيعة من ممارسات وسلوكيات وبدع على مستوى العقائد او المناسبات الدينية ، ان مجمل ما يقوم به هؤلاء ستؤدي الى احداث شرخ كبير في المكون من خلال هذة الممارسات التي لا علاقه لها بالمذهب كتفسير نصوص قرانية واحاديث نبوية لم يسبق ان قالها احد او تحريف زيارات وادعية ماثورة ، او تصريحات وشعارات وغير ذلك من صور الغلو التي هي اقرب الى الكفر من الايمان ،، انهم يقومون باستحداث مذهب جديد وعقيده اخرى وعلى حسب مقاساتهم واعرافهم وتقاليدهم وعصبياتهم ، ان من هذه السلوكات المرفوضة هو ادعاء بعض الاوساط الانتماء الى النسب العلوي ، فهي تسعى للحصول على شجره نسب مزيفه مقابل مبالغ من المال ،، والاخطر من هذه هو محاولتها ايجاد رموز لاشباع نزعتهم المعروفه في تقديس وتأليه بعض القيادات ان كانت سياسية فاشلة فاسدة ،، او دينية لا تحمل حتى الادنى من الدرجات العلمية ،، وكان اخرها وهو الذي لم يحصل في تاريخ الشيعة الامامية هو محاولتها ايجاد شهاده رابعه في الاذان !! ان مجمل هذا المضوع اشرت اليه في مقالي المنشور بتأريخ (10/8/2022) والذي هو تخت عنوان (الشعائر الحسينية وخطر الممارسات والبدع المستحدثة) والذي سأعيد نشره لاحقا . ان من المضحك المبكي ان هؤلاء هم انفسهم الذين عبدوا الطغاه والجبابره واعوانهم وجلاوزتهم وصفقوا ورقصوا ورددوا الاهازيج لهم في كل العهود والازمان وما نظام صدام عنا ببعيد .