انتهى العام الدراسي، وبانتهائه شغرت الصفوف، وخلا ضجيج الطلبة، وباتت المطالبات ملحة بضرورة قيام وزارة التربية بتكليف مديرياتها، الاسراع بالكشف على الأبنية المدرسية، وتحديد احتياجاتها إلى الترميم والتجديد، واستغلال العطلة للشروع بالتنفيذ السريع، استعداداً لاستقبال العام الدراسي الجديد بأفق جديد، يوفر الراحة والسرور للطلبة والهيئات التدريسية.
إن إعادة تأهيل وصيانة المدارس التي تعرضت للتآكل بفعل القدم، وعدم الاهتمام بات من أهم واجبات وزارة التربية في أيامنا هذه، من خلال هدم العناصر الإنشائية المتضررة، وإعادة بنائها من جديد وعزل الأسطح وبناء القواطع الداخلية وتركيب البلاط والتمديدات الكهربائية والصحية والأبواب والنوافذ، وأعمال الاكساء الداخلية، والمقاعد وخزانات المياه وتنفيذ رسومات صديقة للطفولة وترميم الأرصفة والباحات. فالدراسات التربوية تؤكد أن علاقة الطالب بأجواء المبنى المدرسي، إذا كان غير ملائم للجو الدراسي، تكون سيئة، وغالباً ما يسعى إلى توفير أعذار للغياب، وبذلك تكون هناك فجوة كبيرة بين الطالب والعملية التربوية، والخاسر الوحيد في هذه الحالة، هو الوطن، فالطالب عماد المستقبل.
ونأمل أن تكون ساحات المدارس، على وفق منهجية تقوم على تقديم فسحة راحة للطلبة، وأن تحظى بعناية جمالية، لعل أهمها وجود مظلات كبيرة الحجم تحمي من حرارة الشمس وأمطار الشتاء، وأن يكون في جوانبها مواسير المياه، وأن تبدأ مشاوير إحياء الأبنية المدرسية، من العناية بالمرافق الصحية، والاكثار من عددها، تلافياً للازدحام الذي يحدث في فترات الفصل بين الدروس.
إن الفلسفة الجمالية التي أنادي بها، وأضعها أمام من يتولون مهام الصيانة والإعمار في الأبنية المدرسية، توفر الحرية والاختيار والمهارة والمعرفة والتواصل، فاللوحات التي تزين الصفوف، إذا كانت من الطبيعة وصديقة لذهنية الطالب، فهي تنمي ذائقة الطلبة. نحن في حاجة إلى العمل وفقاً لمعادلة صعبة، تقوم على أفضل ما لدى المعنيين بالترميم، من رؤى ملأى بالأناة والخبرة وعمق التجربة، وسرعة الإنجاز من أجل إعادة الحياة للمرافق التي تعبت من أشهر دراسة طويلة، وعبث الطلبة، وبذلك نقدم للطلبة في السنة الدراسية الجديدة، ما يسعدهم، ويملأ حياتهم بالتوثّب الذهنيّ والتفتح العقليّ والانطلاق الروحيّ
———————————