قد اتلقى انتقادات من نيران صديقة او ربما ستكون لاذعة نوعاً ما، كوني مهتم جداً باستنساخ ونقل تجارب دول العالم الناجحة ، وبعملية استنساخ العقول التي هي ليست بمثلبة على الاطلاق، وهنا لا اعني على نفس طريقة استنساخ النعجة دولّي على الاطلاق ، قد يتهمني البعض بالهرطقة او الخروج عن الدين وبالزندقة لانني احاول تعرية من لا تتوفر فيه معايير الكفاءة والعلمية والموضوعية والرصانة القريبة من المحسوبية والواسطات ، خصوصاً بعد ان اصبح حجم قياسات افكار البعض منهم اصغر من كروشهم ، ومنهم اؤلئك المنتمين لعائلة الدبلوماسية التي لم تنتج لنا منذ التغيير عام ٢٠٠٣ مفاوض حقيقي لامع يتمتع بالدهاء والحنكة والعمق الدبلوماسي والسياسي في مفاوضاتنا مع دول العالم ،على غرار شراسة المفاوض الايراني محمد جواد ظريف مع دول خمسة + واحد ومجلس الامن، ولا حتى الاهتمام او الاستفادة من نقل تجربة السياسة الخارجية العمانية الى اروقة جداول اعمال الورش والمؤتمرات التي تقيمها وزارة الخارجية لدينا .
نجاح مهارات التفاوض Negotiation Skills تعتمد على مدى نجاح المفاوض وقدراته على المناورة والهدوء والابتسامة التي هي سر من اسرار نجاح الدبلوماسي في كسب المفاوضات سواء كانت مفاوضات تكاملية او صفرية او موضعية ، وامكانيته على الذهاب لحسمها لغرض الحصول على اكبر قدر من المكتسبات قبل بدأ المفاوضات ، وقدرته على القراءة بعمق لفكر المفاوض الخصم ، وإجادة التحدث والاستماع اليه ،وإبداء الثقة العالية بالنفس والتحلي بالصبر والاحترام العالي لاخر لحظات الحسم والاستعداد لجميع سيناريوهات المتغيرات اللحظية وكيفية التعامل معها.
لا ضير بأن تذهب الدولة لخلق هكذا شخصيات من خلال انشاء مجلس المفاوضين الاعلى ، وتهيئة الاجواء السياسية الداعمة له ولمن هو قادر على تحمل امانة ومهمة تمثيل السياسة الخارجية، لجعله اسفنجة دبلوماسية تمتص الازمات قبل وقوعها ، وغدة لمفاوية تدافع عن جسد السيادة العراقية قبل خرقها ، نستطيع ان نجنب تعمد بعض القائمين على هذا المفصل على اظهار السياسة الخارجية بمظهر العاري والهزيل بنظر الدول الاقليمية، الذي يدلل عن ضعف حرفية وطريقة انتقاء العقول والكفاءات التي تسنمت مسؤولية الكثير من المفاصل الحيوية والحساسة بعد التغيير ، بسبب تعدد مصادر القرار وعدم قدرة المطبخ السياسي على ابعاد هذا السلك عن المحسوبية والمجاملات السياسية ، ومنع استحداث مناصب الترضية للطارئين بسبب المحاصصة التي ضربت عمق الواقع العراقي، او لفرض من لا يفقه شي لتسنمه مناصب غير مناسبة لحجم قياساته ولا يتمتع بقدرات ومهارات فكرية تمكنه من تطبيق ابسط ابجديات معايير المهنية وقت تمثيل العراق في المحافل الدولية والاقليمية، ليجعل مهمة خلق المفاوضين الشرسين في سلم اولويات واهتمامات القائمين على انعاش الجواز العراقي الذي مازال يتنافس بقوة على تصدر المركز الاخير في مؤشر هينلي لعام ٢٠٢٣.
انتهى ..
خارج النص / لمن يريد تطوير قدرات التفاوض فعليه قراءة كتاب سعادة السفير لمحمد جواد ظريف.