حين يكون الوفاء هو مفتاح العلاقات الاجتماعية ،وسيد المواقف النبيلة، يظل الامتنان واحدا من اهم الاصداء الاساسية له مهما تصدرت اعتبارات اخرى تقتضي التذكير بها ، أوالاشارة الى اهميتها ، فليس هناك اثمن من الامتنان في كل عناوين الود الانساني الاخوي العام ،ويأخذ الامتنان أطره الرحبة والامينة حين ترتبط ارتباطا وثيقا بقيم ومبادئ يراد توظيفها والدفاع عنها في مواجهة ظواهر عدم الاهتمام والتسيب والاستهانة والامبالاة والقطيعة والتشرذم ، وهي امراض اجتماعية مؤلمة حسب اجماع كل المفكرين والباحثين في العلاقات الاجتماعية لقد غمرتني خلال الاشهر القليلة الماضية اطلالات اخوية ومؤسساتية تمثلت في تكريمي بعدد من الدروع وشهادات الشكر والتقدير، وجد مانحوها انني استحقها لخدمات قمت بها وتتطلب التكريم ، هذا هم افترضوا جزاهم الله خيرا ، واذا كان لي اشير اليها ، فاني سأتحاشى الاشارة الى نصوصها بكل التفاصيل ، بل اكتفي بمختصرات عنها للتذكير بها فحسب انصافا للواقع ، وبدافع الامتنان لهم جميعا على ما تفضلوا به لقد تلقيت هذه الهدايا الثمينة اعتبارياً ، من الامانة العامه لأتحاد المؤرخين العرب ، ومن عمادة كلية الاداب في الجامعة العراقية ،ومن قبيلة البوعباس السوامرة ،ومن رابطة قبيلة بني كعب ،ومن مديرية العاب الشرطة، ومن قبيلة الجبور ،ومن جهاز الامن الوطني ،ومن بيت الحكمة. ان التكريمات التي تناولتها في مقالي هذا هي جزء من تكريمات عديدة خلال مشواري الحياتي العام ، والواقع لا استطيع ان اشير اليها جميعا ،فليعذرني الاخوة مانحيها الاخرين ،، واذا كان لكل اخ مانح ومؤسسة مانحة حوافزها في القرار الذي اتخذته ، فانني أنحني شكراً لهم بدون استثناء ، وليس لي الا ان اثابر على عهد قطعته على نفسي منذ ان توليت اول مسؤولية بعد تخرجي من كلية الشرطة عام 1969 وتواصلي في عملي في هذا السلك ، وفي كل المهمات الاخرى خارج هذه الوظيفة ، أن اظل حريصا على واجباتي مهما كانت صعبة ،بل ومستحيلة في بعض الاحيان . لم تختل الموازنة امامي في بذل المزيد من الجهد لتعزيز المعروف والعمل بموجبات الخير ، والسعي الجاد لخدمة الناس ،تلك هي الأفضلية الدائمة لدي ، والله شهيد على ما اقوله .لقد تعرضت الى الكثير من الاهوال والتهديدات على مدى نصف قرن ، بعض هذه التهديدات الى حد تهديد بفقد حياتي ولكني ظللت اميناً على مسؤوليتي الاجتماعية والوظيفية حتى التقاعد ، واذا كان البعض يجد في مرحلة التقاعد فرصة للاستجمام والانسحاب من الحياة العامة وتمضية بقية عمره في انشطة بسيطة ، فاني حرصت ان يكون هذا المتغير الذي حصل في حياتي لخدمة الناس ومساعدتهم لنصرة حقوقهم والمساهمة في اعلاء حق ، وحين تجدني في هذا الميدان او ذاك ، فالقضية ما أجد من ضرورة ان اكون مناصرا لها واحمد الله على كل شي .ان كل المؤسسات والاخوة الافاضل الذين غمروني بهذه المحبة واشعروني انني عملت شيئا مفيدا لوطني وللعراقيين انما عملوا على ترسيخ مسؤوليتي ان اواصل هذا الطريق بالمزيد من الاصرار ، واسأل الله ان يمنحني المقدرة على خدمة الناس بكل تفاني وإخلاص فهذا هو المكسب الحقيقي . ان محبة العراقيين كنز لا يمكن التفريط به لأي مبرر كان ، وفي كل ذلك تستوقفني حكمة الآية الكريمة ،(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) ،
صدق الله العلي العظيم