انفتح النهار على مناظر عشوائية ثقيلة مثل مزن آخر الربيع . المشاهد كلها مذهلة ومدهشة ومسخمة . ثمة قطة مسلوخة مرقت مسرعة وخلفها نصف ذيل . التقطت أذني الآن مكالمة شوارعية صاخبة ساحت على لسان امرأة رأسها ملفوف بحجاب ثقيل وصوتها يلعلع مثل نعيم الشطري وهو يمتطي دكة مزاد الكتب البائرة .
الرجل مكسور الظهر الذي يدب في الزقاق ببطء شديد لم يظهر منذ ثلاثة أيام وساعة .
سأفترض أنه قد مات وسأنهي قصته من دون حشو لغوي وثرثرة يائسة .
لثواني معدودات بدقة ، نسي الشحاذ المشلول دوره وخرج عن سكة النص ومشى مستقيماً قوياً فخسر بعض رزق يومه قبل أن يعود الى سيرته الأولى .
على الرصيف الآخر ثمة امرأة عالية تلوّح لي صحبة ابتسامة أعرض من رازونة الأمل .
التفتُّ خلفي فوجدت ظهري مهجوراً من كل أنس وجن ، وعندما عدت إلى مكمني ورددت عليها التلويحة بتلويحات ، قطبت جبينها وحدّت لسانها وقالت شيئاً لم أفهمه ههههههههه .
الحق هو أنني اشتهيت الليلة كتابة قصة شديدة الوضوح ، لكن صوت سيارة نقل الموتى ولونها الأسود قد أكل نيتي . وحدة الموضوع لم تعد تحت اليمين ، والمخيال الشرس انفتح على أبواب وشبابيك ومتاهات وآلام تشبه شعرة لعينة نائمة بسقف البلعوم .
صرت فريسة لذيذة للوسواس وأحلام اليقظة وجياثيم السبات ، وخرجت من ثقوبها كل الأسئلة المؤجلة على ذمة الاحتياط .
الكتابة على الورق كانت رائعة ومسلية وشافية لأنها تمنحك فرصة تمزيق النص ورميه بسطل الزبل حال شعورك بالذنب أو العجز التام .
سأختصر كثيراً
قرأت أنها سأبتسر
التفاصيل مملة
مثل وجه عادل إمام وهو يضحك من على سبع شاشات مربوطات بقانون التوالي .
قد يكون التتالي
سأمسك نصيحة رضا الأعرجي من خشمها
سأنام
وإن عدت ثانية سأكمل ما تبقى من بلاد .