أكثر من مرة تسجل كاميرات المراقبة، وتنقل مواقع التواصل الاجتماعي، تجاوزات لنساء على رجال أمن، وتُنشر وتنتشر ويتفاعل معها الرأي العام غاضباً! بل الأدهى من ذلك قيامهن بتسجيل مقاطع ڤيديو تظهر فيها صورهن وتجاوزهن العلني، بتصرفات منافية للقانون والقيم والأخلاق.
انتشرت ظاهرة قيادة فتيات لسيارات تسير بسرعة جنونية، وأخريات يستخدمن الهاتف النقال اتصالاً، وكتابة محادثات، غير عابئات بما حولهن من حركة مرور، وترى منهم من تفتح نوافذ السيارة وتسمع السيارات والمارة أصوات الغناء بصوتٍ عالٍ، لا يبالين بقيادة السيارة على الرصيف أو السير بالاتجاه المعاكس، بل يحذرهن كثيرون، من كيل الكلمات السوقية والألفاظ البذيئة، ولا يترددن من الافتراء على كل من يكلمها،رجل أمن كان أو مواطنًا؟!
لا أؤمن بالعدالة الاجتماعية أو أشهر انها معدومة أو هناك ظلم لإنسان على أشخاص عدة؛ حينما تشاهد رجلًا كبيرًا محدودب الظهر شارف عمره على التقاعد،. وهو ينتقل في سيارات النقل الخاص في حر الصيف وبرد الشتاء، ولا أجد عدالة عندما يقضي عامل كل يومه وتحرق الشمس بعضهم الى حد الإغماء، ويسكن في بيت تجاوز، وربما بالإيجار! أين العدالة وشابة لا يتجاوز عمرها 30 سنة، تركب سيارة يساوي سعرها أضعاف سعر بيته البسيط، ولم يعد لديّ إيمان بأن العمل لوحده هو من يحقق العيش وعلى الأقل في حال متوسطة.
تساؤلات عند كل من يرى فتيات مستهترات بكل النظم والقوانين والاعراف، لا يبالين إن صُدمت سيارتها أو صَدمت آخر ؛ إن تعطلت أو احترقت، فتلك فرصة لتبديلها بموديل أحدث وأغلى، أسأل وغيري يسأل، من أين لها هذا، من أين جاءت بالمال والسلطة والأخلاق التي تسمح لها بتجاوز القوانين والأعراف؟ ولم أرَ من تلك الذوات تاريخًا أو تضحية عظمى أو عملًا مميزًا مكنها الى ما وصلت إليه، لكن لنفس السؤال إجابة؛ إنها ضحت بأغلى ما عندها لتأخذ أبسط وأهم حقوقنا!
إن تلك الافعال لا تتوقف عند فتيات، بل هنالك شبّان أكثر استهتارًا، لا نرى في رفاهيتهم وسياراتهم الفارهة وتصرفاتهم المنافية للذوق؛ دليلًا على تحسن الحال الاقتصادية لعامة الشعب، بل مؤشر على أن أبناء الفاسدين ومحسوبيهم كبروا،. أو أن جيلًا جديدًا من الفاسدين وصل، ولا تقتنع أبدًا عندما تسأل فتاةً أو شابًّا بلا عمل أو براتب بسيط جدا، ويملك كل هذه الأموال والسلطة، وفتاةً تتجول بين المطاعم والأسواق الفاخرة، ومحال التجميل تكبر مكانًا من جسدها وتصغر آخر! كل تلك اللامعقوليات والقفزات، لابد أن تشير الى مَنْ يعطيهم أموالًا أفسد وتجاوز حتى يحصل عليها، ولتحقيق تلك الرغبات وإرضاء ذلك الطيش والنزوات، ستجد من يساندهم أكثر منهم استعارًا وفسادًا.
من أين لها هذا؟ نفس السؤال يتكرر على مَنْ ساندها، مسؤول حكومي أو مواطن؟ ويقال له: من أين لك هذا؟ فلا راتب يكفي بتبذير الاموال بهذا الشكل، ولا تجارة شريفة تكون مخرجاتها بهذا النوع، ومؤكد أنها من الحرام الى الحرام، وكما يقولون ( مال اللبن للبن )، والمسؤولية تتحتم على الجميع احترام القانون مواطنًا كان أو مسؤولًا، لكن هناك مجموعة من الفتيات ظهرن بمسميات اعلامية واعلانية زائفة، أسس الى سلسلة من العلاقات والليالي الحمراء، وكما أبَحْنَ لأنفسهن حلال كل شيء، أو التنازل عن أي شيء من اجل الحصول على المال، فلا يقفن عند أي قانون أو قيم أو اخلاق، لأن هذه المفاهيم شطبت من قواميسهن، وأكثر انحرافًا وانحطاطاً، ذلك المسؤول الذي يفسد حتى النخاع من أجل ارضاء فتاة ليل، اليوم معه وغدًا مع عشرة من أمثاله بل حتى لو كانوا مستكعين قذرين، وكل همها المال، وما يترتب من سبل الحصول عليه وإن كان بالجريمة.