تواصل معي بعض الإخوة الذين شهدوا خلفيات ما دار بين أمراء الكويت و مسؤولي العراق وكشف الحقيقة الغائبة عن الكثير من العراقيين..
قام (وزير الداخلية سمير الشيخلي) بتكليف المستشار العسكري للوزارة (المقدم غازي خضر الياس) بمهمة زيارة كافة المخافر الحدودية المقابلة لسوريا والاردن والسعودية والكويت، لتقديم تقرير مُفصّل عن إحتياجات هذهِ المخافر مع تقرير إستخباري مصوّر ومـُــفصّل عن متغيرات الوضع الحدودي.
· في 20 تموز 1988 عادَ المستشار العسكري من مهمتهِ وقدم تقريريه للوزير، وكانت المفاجئة الكبرى على الحدود الكويتية، حيثُ تم تقديم صور فوتوغرافية توضّح قيام الجانب الكويتي بإنشاء ساتر ترابي بإرتفاع 4 أمتار ما بين (أم قصر) مرورا (بجبل سنام) وغربا بمسافة 40 كم تقريبا وأنشأؤا 9 آبار نفطية مائلة خلف الساتر لسرقة وسحب النفط من بحيرة (الرميلة الجنوبية العراقية)، مع إكمال بناء مخفر (أم نكا) الذي تم الاتفاق على عدم إكمال بنائه عام 1973 لكونهِ في الارض العراقية وتم رفع العلم الكويتي عليهِ ويشغلهُ عدداً من شرطة الحدود الكويتية، وقدّمَ المستشار أيضا بعض المعلومات التي تـُشير الى “إيقاف الكويت تصدير النفط من آبارها في الجنوب من حقول البرقان والمناقيش وأم قدير وعريفجان وأم حجول والوفرة”، للإحتفاظ بنفطهم كخزين إستراتيجي بعيد المدى وإعتماد دويلتهم على واردات النفط العراقي (((المسروق من الرميلة))) منذُ عام 1982 ولحد الآن ولا زالوا مستمرين بذلك لكون تدفق النفط في الرميلة العراقية سيستمر إلى ما بعد عام 2085 (!!!)
· في 22 تموز 1988، رفعت وزارة الداخلية تقريرا إلى (صدام حسين) مُعزّزا بالصور وشفافات الخرائط يوضح ما قامت به الكويت، ولغرض الحد من زحفهم إقترحت الوزارة إستحداث 7 مخافر حدودية مؤقتة بمحاذات الساتر الكويتي للحد من زحفهم مع نقل فوج مشاة من اللواء الاول حدود المكلف بمسك الحدود السورية في قاطع نينوى إلى حدود البصرة لإشغال المخافر المؤقتة وإسكانهم بالخيم والكرفانات مقابل الساتر الترابي الكويتي.
· وبعد يومين فقط في 24 تموز 1988 حصلت موافقة (صدام حسين) على تنفيذ ذلك فورا وحسب الاحداثيات المُقترحة وبعد ثلاثة أيام فقط اي في 27 تموز 1988 تم تنفيذ الامر وشُكلت المخافر الوقتية في إحداثياتها وأُشغلت من قبل جنود الحدود ونُسّبَ (العقيد الحقوقي هادي حميد الشمري) مديرا لحدود البصرة .
· وفي صباح 31 تموز 1988 حضرَ وزير خارجية الكويت (الشيخ صباح الاحمد الذي اصبح أمير الكويت فيما بعد) الى بغداد ، وقابل (صدام حسين) بحضور (وزير الخارجية طارق عزيز) ،وعرضَ شكواه حول “قيام الداخلية العراقية ومستشارها العسكري بإستحداث مخافر عراقية داخل الاراضي الكويتية” !!!!! فضحكَ (صدام حسين) بإستهزاء بسبب كذبهِ ونذالتهِ وأمر بإجراء لقاء في نفس اليوم بين (صباح الاحمد) ومرافقيه وهم كل من: (العميد محمود القبندي) و(العقيد فالح الحميدي) وبين (وزير الداخلية سمير الشيخلي) ومستشاره العسكري (المقدم غازي خضر الياس) وبحضور(وزير الخارجية طارق عزيز).
· في مساء 31 تموز 1988 حصل اللقاء .. فبعد الترحيب والمديح المتبادل بين الوزراء … دخلَ الجميع بالموضوع ودارَ الحديث كما يلي:
· صباح الاحمد : يوبه أبو سمرة هذا هذا هذا مستشارك العسكري جاب كرفانات وخيم وجنود وحطهم داخل أراضي الكويت !! تقبل؟
· سمير الشيخلي: أرجوك إترك هسه مستشاري العسكري … وأسألك سؤال وأريدك تجاوبني بكل صراحة وصدق؟
· صباح الأحمد: تفضل!
· سمير الشيخلي : في عام 1973 ألم يتم الاتفاق والتوقيع من قبل (الشيخ سعد العبد الله) و ( عزت الدوري) حول عدم قيامكم بإكمال بناء مخفر (أم نكا)؟
· صباح الاحمد : نعم تم التوقيع على ذلك لكونه في الاراضي العراقية ولا زالت أساساته فقط!
· سمير الشيخلي : إذا لماذا ألآن أكملتم بنائه ورفعتم عليه علمكم ويشغله عدد من شرطة الحدود؟
· صباح الاحمد : الذي قال لك أن المخفر تم بناؤه ومشغول … فهو يكذب عليك !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
· حينها ، تغيرت ملامح (وزير الداخلية سمير الشيخلي) وتغيرت بشرة وجههِ من الاسمر الغامق إلى الأحمر القاني وبدى الشرار يخرج من عينيهِ يروم إفتراس ثعلب مكار وكاد أن يقفز عليه .. إلا أنه إستغفر ربه وأجاب على صلافة (صباح الاحمد).
· سمير الشيخلي : لم يـُخلق بعد الذي يكذب على سمير الشيخلي ، بأم عيناي رأيت المخفر والعلم مرفوع عليه وألله يفقسهما إن كان كلامي هذا كذبا؟
· فتمالك صباح الاحمد نفسهُ من الرهبة والخوف من صراخ (وزير الداخلية سمير الشيخلي) بوجهه وتعدّل على كرسيه لكونهِ إنحرف في جلوسه للحظات وقال بصوت خافت كالجبناء الرعاديد…
· صباح الاحمد : لا يوبه سلامة عيونك أخووي وسوف أتاكد من ذلك ، وسوف أهدم المخفر بهاي إيدي بس لا تزعل علينه؟ ثم تدارك خوفهُ وجبنهُ ودعى ضباطهِ بعرض خارطتهم لبيان “التجاوز المزعوم” الذي حصل على حدودهم !!!
· فنهضَ الجميع ووقفوا حول منضدة مستديرة تتوسط غرفة الإجتماع ، فبسطَ (العميد محمود القبندي) الخارطة وقال للمستشار العسكري لوزارة الداخلية العراقية (المقدم غازي خضر الياس): أليست هذهِ الرموز المؤشرة على الاحداثيات هي مخافركم الجديدة؟ فدققها المستشار العسكري لوزارة الداخلية العراقية بنظرة سريعة ولاحظ رسم خط الدوريات المشترك شمالها!!! فما كان منه إلا أن أخرجَ قلم تأشير أحمر اللون من ذراعهِ الايسر وقال: نعم إن جميع الإحداثيات صحيحة ، إلا أن خط الدوريات المشترك خطأ وبدأ يرسم خط الدوريات الصحيح بقلمه الاحمر الذي يبدأ من ساحل الخليج في منطقة كاظمة مرورا بالمطلاع وغربا بإتجاه منطقة الأبرق وقالَ وهو يرسم الخط :هذا هو خط الدوريات المشترك أيام الزعيم عبد الكريم قاسم ….
فثارت حفيظة صباح الاحمد عند سماعه إسم ألزعيم، وبرعونة وحقد ضربَ بكفهِ وبقوة الخارطة والمنضدة وأفزع جميع الواقفين وقال: لا إتجيب إسم هذا المنبوش !!!!!
· فما كان من المستشار العسكري لوزارة الداخلية العراقية سوى أن أجابه فورا: ألله يرحمة كان رئيسنا .
· ثم أدار (صباح الاحمق) ظهره للواقفين وتوجه إلى مقعده وهو يقول : أنا لا أستطيع أن أتفاهم معكم …ثم وجه كلامه إلى (وزير الداخلية سمير الشيخلي) بعد أن جلس الجميع وقال : إني أدعوك يا أستاذ سمير بالحضور إلى الكويت للتباحث مع وزيرالداخلية (الشيخ سالم صباح السالم) لكون المشكلة من إختصاصهِ .
· في 1 آب 1988 رفع (وزير الداخلية سمير الشيخلي) تقريرا إلى ( صدام حسين) يتضمن ما جرى في اللقاء من حديث ونقاش وملابسات وبالتفصيل الممل .
· في 4 آب 1988 حصلت موافقة ( صدام حسين) على قيام وزير الداخلية بزيارة الكويت مع لجنة عليا إختصاصية لإفهام حكومتهم بضخامة تجاوزاتهم على الاراضي العراقية وسرقتهم لنفط الشعب العراقي من حقول الرميلة الجنوبية، وعلى أن تضم أللجنة كل من1:
1. الأستاذ محمد الحديثي المستشار القانوني لوزارة الداخلية
2.العميد طارق عبد لفتة مدير مكتب وزير الداخلية
3.العقيد الحقوقي هادي حميد الشمري مدير حدود ألبصرة
4.المقدم غازي خضر ألياس المستشار العسكري لوزارة الداخلية
· في 6 آب 1988 وصل الوفد إلى الكويت وجرت في نفس اليوم زيارة بروتوكولية إلى أميرها (جابر الاحمد) و ولي العهد (سعد العبد الله) ولم يتطرق الوفد معهم بالحديث في أي موضوع ، وفي المساء كانت هناك دعوة عشاء في دار ومضيف (وزير الداخلية الكويتي سالم صباح السالم) وحضر مع الوفد العراقي سعادة (السفير العراقي عاصم يعقوب) والقنصل (محمود الدفاعي) ، ومن الجانب الكويتي 4 من وزرائهم وعدد من مسؤولي دويلتهم مع العديد من قادة وزارة الداخلية .
· في 7 آب 1988 بدأ الإجتماع من الساعة العاشرة صباحا وحتى التاسعة مساءاً تخللها فترات إستراحة لتناول الطعام ومن أهم ما تمخض عنه الإجتماع هو : العناد والكذب والدجل والمكر و التهرّب من الاجابة والتمويه !!!!
ومنها عندما قال (سمير الشيخلي) : إن احداثيات خط الدوريات المشترك التي أشّرها المستشار العسكري الآن على الخارطة لا تصدقون بها، فأقترح مفاتحة الجامعة العربية لتزويدنا بها من أرشيف وزارات الدفاع في مصر والسعودية والاردن وتونس والسودان ، لكونهم تعايشوا في المنطقة وأخرجوا دورياتهم لأكثر من سنتين !
فأجابه (سالم صباح السالم) : *يا أخي سمير نحن نستطيع أن ندفع لرئيس الجامعة العربية والدول العربية التي ذكرتها 30 مليون دينار كويتي لكل منهم كهدية ليقدموا لنا إحداثيات الخط بالقرب من مدينة البصرة* !!! وضحك بصوت عالي وهستيري. [ *وكان يقصد طبعاً الرشوة التي دفعت للثوار البعثيين و القوميين في شباط 1963 بعد قتلهم الزعيم عبد الكريم قاسم* ].
· سمير الشيخلي : طيب نذكركم بحادثة لا تنسى وهي عندما إستطاع جندي عراقي بمفرده وببندقيته ألسيمنوف أن يأسر دورية بريطانية تستقل عجلة مدرعة نوع صلاح الدين مع طاقمها المكون من 6 جنود قرب المطلاع وداخل الاراضي العراقية وإحداثيات مكان الأسر مثبت لدينا ولدى أرشيف وزارتي الدفاع والخارجية البريطانية !
· سالم صباح السالم : صحيح وأتذكرها ولا ننسى بطولات الجيش العراقي في حروب التحرير في فلسطين ومنعوا سقوط دمشق عام 1973 وهم ألآن حماة البوابة الشرقية للوطن العربي ويحاربون ويضحون بأرواحهم لحماية دول الخليج وووو … [وتهرب من الجواب على إحداثيات مكان أسر الجنود البريطانيين]!!
· هنا تحدث المستشار العسكري لوزارة الداخلية العراقية قائلا : معالي الوزير ..الكويت إعترفت بوثائق رسمية وإعلامية وبتصريحات كبار مسؤوليها منذ عام 1961 ولحد الآن بأن (الزعيم عبد الكريم قاسم) قام بتحشيد الجيش العراقي على تلول المطلاع وينوي إحتلال الكويت وجعلها قضاء تابع للواء البصرة … ولم يُتهم الزعيم من قبلكم أو من قبل أية جهة بأنه دخل في ألأراضي الكويتية ولو مترا واحدا!!!! أي أن الحدود العراقية الكويتية كانت عام 1961 في المطلاع !!! فكيف وصلت الآن إلى شمال المطلاع بـــــــ 90 كم ؟؟؟؟؟؟؟؟
· لم يستطع (سالم صباح السالم) من الرد على هذا السؤال المُقنع والمُحرج وتغيرت ملامح وجههِ وتلافى الموقف بنهوضه وتوجيه الدعوة للجميع لتناول طعام الغداء .
· في 8 آب 1988 قام الوفد العراقي بجولة إستطلاع مع الوزير الكويتي ومجموعة كبيرة من قادة ومسؤولي وزارته ما بين أم قصر والعبدلي …
وكانت مهزلة المهازل لما تضمنتها من أكاذيب ودجل وخبث ومراوغة وحقد وإمتناعه وبعصبية من التقرّب من الآبار التي تـُشاهد وهي طبعا الآبار النفطية المائلة التي تسرق نفط الرميلة الجنوبي ، وأدعى إنها آبار مياه إرتوازية!!!
· حينها قام (وزير الداخلية سمير الشيخلي) بنعتهِ بكلمات مسموعة لا نستطيع من ذكرها للقراء ولكنها تــُقال في باب الشيخ والفضل عند فقدان الاعصاب !!!!!
المقترح التاريخي القانوني الشرعي الصحيح
· يوم 9 آب 1988 عاد الوفد إلى بغداد وتم إعداد تقريرا مفصلاً ل( صدام حسين) عما جرى وبالتفصيل ويوضح تعنّد الجانب الكويتي بالإعتراف بتجاوزاتهم المستمرة على الأراضي العراقية وسرقة نفطه من الرميلة الجنوبي وعدم جدوى ألإجتماعات الدبلوماسية أو الإختصاصية معهم ، وفي نهاية التقرير كان المقترح الآتي : ألأراضي العراقية المتجاوز عليها ما بين المطلاع وسفوان يجب أن تسترجع بالقوة العسكرية … أو ما يراه سيادتكم .
· يوم 20 آب 1988 وجه ( صدام حسين) شكرهُ وتقديرهُ لرئيس الوفد وأعضاء الجنة على ما قاموا به وقرر: تأييد الرأي المقترح والترّيث في الوقت الحاضر .
· في كانون الأول 1988 طالبت الكويت بتسديد كافة ديونها جراء دعمها للمعركة !!!!! مما أثار هذا الطلب حفيظة (صدام حسين) لكونهُ يعلم أن نصف ميزانية الكويت هي من واردات النفط المسروق من بحيرة الرميلة العراقية .
· في حزيران 1990 حشّد (صدام حسين) بعض الوحدات المدرعة والآلية من قوات الحرس الجمهوري ما بين أم قصر وجبل سنام لغرض طرد الكويتيين من الأراضي العراقية وإبعادهم إلى حدودهم في المطلاع وهذا طبعاً كان رأي اللجنة التي زارت الكويت في عام 1988 .
· في 25 تموز 1990 ، قابلت السفيرة الامريكية بالعراق (أبريل كريسبي) (الرئيس صدام حسين) وأبلغها: [بأن العراقيين قرروا أن يبعدوا أولاد عمّهم الكويتيين إلى حدودهم ألأصلية في ( المطلاع) لتجاوزاتهم المتكررة ولسرقتهم نفط الشعب العراقي]!!!! فلم تـُبدي السفيرة أي إعتراض وقالت: [ *إنه حقكم القانوني ،وهم عرب إخوانكم، و ليس لنا دخل في مثل هذا الموضوع* ].
وكان القرار الحاسم في 31 تموز 1990
حيث فشل ألإجتماع الثلاثي في المملكة العربية السعودية وكان الوفد العراقي برئاسة (عزت الدوري) والكويتي برئاسة ولي العهد الكويتي (سعد العبد الله) ، حيثُ قامَ (سعد العبد الله) بشتم وإهانة النساء العراقيات بعد المُشادة الكلامية بينه وبين (عزت الدوري) .
عاد الوفد في نفس اليوم وإجتمع مع (صدام حسين) وأبلغوه بما قاله (سعد العبد الله) مما أثار أعصاب وحفيظة (صدام حسين) ، وفي نفس اليوم إجتمع مع ضباطه او أبدوا إستعداد الحرس الجمهوري المتواجد على الحدود من إحتلال كل الكويت بدلاً من الوصول فقط إلى خط الدوريات المشترك في المطلاع والذي وافقت عليه الحكومة الامريكية بلسان سفيرتها .
نحن نُحمّل المسؤولية الكبرى في إتخاذ قرار إحتلال الكويت على عاتق (سعد العبد الله) أولاً لرعونته في الإجتماعات
ثانياً !!!!!
وأخيراً نودُ أن نطمئن الشعب العراقي بأن جميع الوثائق والإتفاقات والمحاضر والخرائط وغيرها المتعلقة بالكويت محفوظة الآن في مكان أمين ومصّور في مكان آخر، حيثُ أخرجت من الوزارة بعد يوم 10 نيسان 2003 وقبلَ دقائق من وصول الامريكان مع أدلائِهم من ضباط المخابرات الكويتية إليها لغرض حرقها وإتلاف محتواها .
ونقول لحكومة قضاء الكويت .. أسرعوا في إنشاء ميناء مبارك وجهزوهُ بأحدث المعدات والمكائن والرافعات ، لكونهِ في أراضينا ويُمول من واردات نفطنا من الرميلة وسيؤول للعراقيين لامحالة بأذن الله. البروفيسور د ضياء واجد المهندس. مجلس الخبراء العراقي