في احد الاشتية الباردة حيث كنت اسكن في بيت والدي او العائلة وكنت حينها شابا في مقتبل العمر ومن منطلق ان صغير القوم خادمهم فكانت مهمتي الاساسية هو جلب الحصة التموينية منذ ان فرض الحصار الاقتصادي على بلدي الحبيب العراق بعد احداث الكويت عام 1990 والمهمة الثانية هو توفير مادة النفط الابيض للعائلة حيث كان يجب علي ان اوفرها والا نموت بردا لان الشتاء سابقا كان شتاء حقيقيا لا كيومنا هذا يمر الشتاء ولا نرى المطر اصلا بسبب الظلم والفساد ومعاناة الفقراء ، وفي يوم ممطر شديد البرودة رن جرس باب الدار لاخرج لاجد احد جيراني يحمل في يديه قنينة بيبسي فارغة (بطل بيبسي ) ضاحكا بوجهي وطالبا السلام على امي شعاع الدهوش وكما تعلمنا ادخلته الدار ليسلم على والدتي ويجلس معها ما يقارب النصف ساعة ليقول في نهاية الزيارة ( اريد بطل نفط ) لبيت حاجته تحت زخات المطر وزدت له من النفط ما قدرني الله عليه في حينه وما هي الا سنة واحدة او سنتان من الزمن وبقدرة قادر اصبح جاري ابو بطل النفط عضوا في مجلس المحافظة وليظهر في القنوات الاعلامية وانه خادم للناس وانه ( الدكتور ) الفلاني وانه منذ صغر سنه يملكون المليارات والاراضي وان النظام السابق قد صادر اراضيهم وان حتى بيت والدي يعود لاجداده وانهم اصحاب فضل على المنطقة السكنية والناس جميعا ورغم كل هذا ورغم ازمات الوقود التي مرت بنا لم يفكر هذا الجار بزيارة والدتي او يذكرنا بكلمة خير ، من كل هذا اقول لاهلنا وناسنا وشعبنا كفاكم تصبحون اضحوكة لهولاء من منطلق انه من نفس العشيرة او الطائفة وان عليكم ان تنتخبو اناسا شبعت بطونهم ولا تنتخبون من كانت بطونهم جائعة ثم شبعت بالسحت الحرام وان تنتخبو القوي الامين والذي لا يجامل على الحق وإن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ، واقول واؤكد ان الظلم ظلمات وان الحكم الظالم سيزول هو واهله ويذهب به الى الجحيم فأتقوا الله في ناسكم وشعبكم والله من وراء القصد .