وصلني عبر الواتس اب منشور من صديق أعرفه منذ حوالي 40 عاما…وصديقي هذا متصالح مع نفسه ويتمتع بثقافة عالية وله اراء موضوعية في ما يطرح من موضوعات وفي العديد من المجالات(السياسة..الدين..التاريخ… وقضايا المجتمع العراقي). المنشور يتحدث عن اصدار إسبانيا في عام 2002 م لطابع بريدي بمناسبة مرور ألف عام على وفاة (الحاجب المنصور بن أبي عامر) المتوفى عام 1002م. يؤكد متناول سيرة هذه الشخصية كيف انه خاض 50 معركة ولم يهزم في معركة قط ! وكيف ان أوروبا كلها فرحت بموته بعد ان ظل يحارب لمدة 25 عاما من عمره البالغ 60 في مجال الجهاد والفتوحات الاسلامية! شخصيا لم أعرف اسم هذه الشخصية بحدود اطلاعاتي العديدة في مجال السير والتاريخ العربي والاسلامي ولم تذكره كتب مناهجنا الدراسية التي تلقن طلابنا دروسا في البطولة والتضحية وتعظم وتحاول ان تلمع تاريخنا المليئ بصفحات سوداء لعمليات الغدر والقتل مثل هذا التناول التاريخي لبعض الشخصيات مبالغ به ونجده كثيرا في كتبنا وصحافتنا المكتوبة والمرئية وحتى ما ينتج عبر شاشة السينما أو التلفزيون والتي في الغالب تطرح وجهة نظر المنتج والمخرج ..اذ تقدم هذه الشخصيات كقدوة مجتمعية. ولي وجهة نظر خاصة أظن ان الكثير لا يتفق بها معي… اننا كعرب ومسلمين ليس هناك ما نفتخر به حاليا من منجز انساني لذلك نهرب الى التاريخ لننسج قصصا هي اقرب الى الخرافة والأسطورة عن قدراتنا كشعوب وافراد. أنا اقف بالضد من الدعوة الى قتل التاريخ ومقاطعته بحجة صفحاته السوداء ولكن علينا ان نصحح قراءتنا له وان نعطي الصفات الحقيقية لشخوصه فهذا قاتل وذاك طاغية واخر ثائر بعيدا عن تقديس الأشخاص والتاريخ. باعتقادي وتقديري اننا أمة مأزومة ومهزومة تبحث عن نصر مزعوم حتى لو في مباراة لكرة القدم التي تنتهي مع صافرة الحكم مع ان الفوز في مباراة كروية لا يحل مشاكلنا المستعصية ولا يقدم خطوة لتخلفنا في مجالات الصحة والتعليم والفقر…. نعم من الممكن ان نسبق العالم بأكبر شيش گص أو كباب او أطول سارية وأحسن مقبرة نموذجية و…عدد لا يحصى من الأعمال والنشاطات الهابطة. الان العرب عالة على الامم الاخرى ويتلقفون كل ما تنتجه تلك الأمم حتى وان تقاطعت تلك المنتجات مع قيمهم أو معتقداتهم و موروثهم!؟ نعم بعض ما أقول محبط تماما ولكني احب قراءة رأيكم بواقعية