-1-
عبيد الدنيا لا يتورعون عن أعظم الجرائم وأكبر المآثم ما دامت تُدنيهم من الحصول على شيء من حُطام الدنيا ..!!
-2-
وهل ثمة مِنْ جريمة أكبر من الخروج لقتال سيد شباب أهل الجنة وريحانة الرسول (ص) الامام الحسين ( عليه السلام ) طاعة للطغاة المارقين وانصياعا لأوامرهم ؟
-3-
وممن خرج لحرب الامام الحسين (ع) يوم الطف وكان في منتهى النذالة
والمروق ( خولى بن يزيد الأصبحي ) الذي بعثه ( عمر بن سعد ) الى عبيد الله بن زياد حاملاً رأس الحسين (ع) .
وحين وصل هذا العتل الزنيم الى الكوفة وجد باب القصر مغلقاً ،
فأتى بالرأس الشريف الى منزله ، ووضعه تحت أجانه ،
ودخل فِراشَه ،
وقال لامرأته :
جِئْتُك بِغِنى الدهر ،
هذا رأس الحسين معك في الدار .
فقالت :
وَيْلكَ جاء الناس بالذهب والفضة وجئتَ براسِ ابن بنت رسول الله (ع) واللهِ لا يجمع رأسي ورأسك بَيْتٌ وقامت من الفراش فخرجت الى الدار
هل تأملتَ في ما قاله ( خولي ) لزوجته ؟
لقد كان يمنّي نفسه بالجائزة الكبرى يقدّمها له ( ابن زياد ) حين يُوصِلُ رأس الامام الحسين (ع) اليه، غير مُكترثٍ ولا مُبالٍ بفظيع ما ارتكب مِنْ الجناية ، وما لفّه من ضلال وعمىً وانسلاخ من كل القيم الدينية والأخلاقية والانسانية .
وأين هو من زوجته الحرّة التي آبت ان تبقى معه فَتَرَكَتْهُ وانصرفتْ عنه لهول الخبر الذي سمعته منه ؟
-4-
وقد جرى ذِكْرُ رأسِ الامام الحسين (ع) في مجلس فانبرى أحد شعراء الولاء وقال :
لا تطلبوا رأس الحسين
بشرق أرضٍ أو بِغَرْب
ودعوا الجميع وعرّجوا
نَحْوِي فمثواهُ بقلبي
ولقد صدق الشاعر فالحسين (ع) هو مهوى القلوب والافئدة،
وهو مصباح الهدى وسفينة النجاة،
جعلنا الله وأياكم من أنصاره وضاعف اللعن والعذاب على مِنْ قاتله وعاداه من الأولين والآخرين.