انتشرت ظاهرة تغيير الألقاب والاسماء في دوائر الأحوال المدنية في العراق. وهذه التغييرات قد تكون مبررة لكثير من الذين عانوا من أخطاء املائية في تسجيل أسمائهم او القابهم، أو لأسباب الزواج والانتساب الى عوائل جديدة. لكن هناك بعض الناس باتت ألقابهم عبئاً عليهم لأسباب سياسية أو اجتماعية.
أعرف انّ هناك بعض العوائل تمتلك ألقاباً متشابهة لكن لا رابط بينها ولا صلة قرابة، كما أعرف أشخاصاً كانوا لسنوات يتعرضون للتدقيق الزائد عند العبور في بعض السيطرات بسبب القابهم الي تشبه القاب اشخاص في النظام السابق، وبرزت مشكلة أعباء اللقب بعد احتلال تنظيم داعش للموصل وتكريت والانبار، وشيوع أسماء حقيقية أو وهمية لمنتسبين في التنظيم يحملون ألقاب عوائل معروفة برغم قلتهم، إلا انهم سببوا ازعاجات امنية لكثير من الناس الأبرياء الذين يحملون نفس الألقاب، وقد اضطروا للنزوح الى مدن العراق الأخرى.
وهذه المشكلة تقلصت كثيرا في الآونة الاخيرة، لكن هناك أسماء لا يمكن تغييرها وهي شائعة لدى العراقيين بكثرة ومتكررة على نحو لافت حتى بين أجنحة العائلة أو افخاذ العشيرة الواحدة، وحتى الجد الرابع أحياناً. وهؤلاء الناس عانوا من مشكلات تشابه الأسماء كثيرا، ليس من النواحي الأمنية وانما في الحياة العامة والعمل، لاسيما إذا كانوا في منطقة سكنية واحدة.
ومن الطرائف انّ النساء الخاطبات وقعن في أخطاء أفشلت زيجات عدة، حين كن يذهبن الى حامل اسم ولقب معينين، ويجدن أنفسهن أمام عوائل أخرى.
وفي السنوات العشرين الاخيرة، شاعت القاب عشائر دون سواها كثيرا في التداول الإعلامي بسبب انتساب أصحابها الى أحزاب او مناصب كبيرة في الدولة، او الامن، أو الجيش، أو المليشيات، وصار بعض الناس يصر على ابراز لقبه لكن يوحي لمن يطالع هويته ارتباطه بعشيرة المسؤول الفلاني. واذا كان هناك من يرى انه يفيد من دعم الألقاب التي يحملها مسؤولون كبار في الدول والبرلمان اليوم، فقد يأتي عليه يوم سوف يختزي من لقبه بسبب فضائح الفساد وجرائم الاعتداء على المال والدماء التي تورط بها سياسيون في الواجهة او في خلفيات المشهد، فشبهة الاقتران بأسماء والقاب هؤلاء ليس فيها تشريف ، بل قد تجر الويلات على أبرياء انتفعوا ردحا من الزمن من المعية تلك الألقاب ، وحان وقت دفع الثمن، المعنوي.