حين تجد التفجيرات والتخريب يطال أبراج الكهرباء الناقلة والمولدات الحكومية، في فصل الصيف ودرجة حرارة تصل الى نصف درجة الغليان، فثق أن الخطر يداهمنا، ومن يُعادي العراق لا رحمة ولا إنسانية ولا قيم ولا اخلاق لديه، وكل فعل يشملنا جميعًا ولا يفرق بيننا، بل فعل يسعى الى فرقتنا.
يداهم الخطر الدولة تحت عناوين متعددة، أهمها الاستهداف السياسي أو الاعتراض على بعض الطبقة السياسية، ويتخذ من الشعب دروعًا بشرية، بسياسة الأرض المحروقة، التي وقودها ثرواتنا وإمكانيتنا، ويكون حطبُها شعبًا كي نغضب ويعترض بعضنا على بعضنا.
تحركت جهات متعددة بأساليب مختلفة، بهدف الإضرار بالعراق من أقصاه الى أدناه، مسؤوليه ومواطنيه، فقرائه واغنيائه، عربه وكورده، مسلمين أو من ديانات اخرى، فداهمتنا أخطار الارهاب والفساد والتخريب واستهداف العملة، وأخطار متعددة تعصف بالجميع تحت أسماء مختلفة وشعارات أحيانًا باسم حقوق الشعب، ولكنها كالعدو الذي لا ينتصر علينا إلاّ بفرقتنا وإضعافنا، وجَعل الثقة مفقودة بيننا، فلم نعد نختلف على مستوى العمل أو السياسة، بل جزء من الخلافات في رأينا العام الذي انقسم بتأثير الإعلام والأزمات، وبمن لا يعرف أن الاختلاف أو إضعاف طرف، كإضعاف طرف في جسد، فيفقده جزءًا كبيرًا من تكامل مهامه.
إن عدم الادراك لحجم الأخطار المحيطة بالعراق أو من الداخل؛ عدم إدراك للمسؤولية وإضعاف لجسد الدولة، فكم جميل أن نرى كورديًّا وسنيًّا يطالب للبصري بأن تعطى حقوقه، بما يقابل ما تعطي مدينته للعراق وما يتعرضون له من أمراض وحاجة تحسين اقتصاد، وكذلك سني وشيعي يطالبون برواتب موظفي إقليم كوردستان، كونهم مواطنين في هذا البلد لهم حقوق وعليهم واجبات، والشيعي والكوردي يفكرون بالنازحين وضحايا الارهاب، وهكذا للناصرية كي لا يبحث ابناؤها عن عمل في تقاطعات الطرقات، والسماوة وكربلاء وصلاح الدين والموصل والنجف وبقية مدن العراق، وبالإدراك شعور جمعي بالمسؤولية للعراق بكل طوائفه ومكوناته، وعمل مشترك سياسيًّا وشعبيًّا، فالخطر جربناه لا يستثني أحدًا.
الأمثلة كثيرة عن الخطر الذي يداهمنا، لا تشعرنا فحسب بأنها بلا قيم لاستهدافنا، بل جربنا وننتظر تجارب أقسى ،ومن يستهدفنا لا يملك ذرة من الأخلاق كي يفرقنا، وهذا يحتم أستثمار الاستقرار السياسي وعمل الحكومة الجاد، من أجل تصفير الأزمات وإقرار القوانين المهمة، والتي لا أقول عنها خلافية، بل هناك من يضع فيها اختلافنا، وبذلك لا يحرم من يقول أنه مختلف معه، بل يمنع تكامل شعب وتعدد أدوار، وحقوق وواجبات مختلفة لكنها بالقانون تكون عادلة.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *