حين تبقى جذوة العدالة متقدة فان الانسان يشعر بقيمته ويندفع للعمل والتحرك في خدمة ذاته وتحقيق مصالح مجتمعه، أما حين يكون الكيل بمكيالين والوزن بميزانين عندها تخبت جذوة الأمل ويصاب الانسان باليأس والقنوط, لأن طاقته تتجمد، وقد يدفعه اليأس للتوغل أكثر في طريق اللامواطنة.
من المضحكات المبكيات ما نشاهده من ظلامة لبعض ابنائنا من العقود في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، وهو شاهد صريح على غبن واضح فهؤلاء العقود تم قبولهم عام 2019 و2020 و تم اجبارهم على اخذ الاجازة الدراسية لمدة سنتين بدون راتب ، بحسب كتاب رسمي صدر من الوزارة، وبعد عشرة اشهر تم الغاء كتاب الاجازة بحجة انه لا يجوز للعقد اخذ اجازة لمدة طويلة، ولم يتم اخبارهم بالإلغاء ولم يتم معالجة وضعهم آنذاك، في سنة 2023 لم يشمل هؤلاء بالتثبيت على الملاك الدائم اسوة بأقرانهم بسبب نقص الخدمة حيث كان شرط التثبيت خدمة سنتين عقدية وذلك بسبب الاجازة الدراسية ، والمضحك المبكي ان اغلب زملائهم المجازين دراسيا تم تثبيتهم في الجامعات العراقية ما عدا المجازين في سبعة جامعات وهؤلاء لا يتجاوز عددهم (100) شخص متعاقد او اقل من ذلك، واغلبهم من حملة الشهادات وباختصاصات نادرة.
وعلاوة على ذلك تم تثبيت كل عقد اكمل دراسته العليا بدون اخبار الجهة العليا واحتساب شهادته ، اما هؤلاء المغبونين فقد بقوا على وضعهم على الرغم من احقيتهم وكثرة مناشداتهم وطلباتهم، هؤلاء باتوا على حافة الخطر والغبن واضح في حقهم فكيف لهم ان يتحملوا اخطاء قرارات لاذنب لهم بها، لذلك يجب النظر مظلومية هذه الشريحة وان يساووا بأقرانهم في الجامعات الاخرى ولااعتقد ان هذا العدد يشكل عبئاً على وزارة المالية اذا ماتوفرت الارادة الصادقة ، وازدهار البلدان لايكون الا بالإنصاف والعدالة مفـــــــتاح الحقوق الأخرى: ولو انعـــــــدمت العدالة في المجتمع لانعدم ما دونها .