رحم الله جدتي “الزايرة” الحاجة جواهر الحاج علك آل عباس وطيب الله ثراها هذه المرأة المُتدينة الورعة التقية التي علمتنا الكثير، كانت رحمها الله كثيراً ما تضرب الأمثال التي تُعبر عن حكمة ودراية ومعرفة ومن لطيف أمثالها:
“إثنين لا تجنيهم المرة الدَعّاية والبقرة العوّاية”
ومع الأسف فإننا في هذا البلد قد جنينا “الإثنين” وجنينا على أنفسنا..
ومن أمثالها التي تستخدمها هذا المثل الجميل:
“كل واحد عن عيبه عمى”: كلُ واحد عن عيبهِ أعمى
بمعنى إن البعض لا يرى عيبه لكنه يتعقب عيوب الآخرين وهذه من الصفات المذمومة، فلو إننا نقف لنحاسب أنفسنا ونشخص عيوبنا قبل أن نتهجم على الآخرين ونخرج على الناس في الفضائيات “نبغج” فلان هذا طوله وعلان هذا عرضه!
لما وصلنا إلى الحال الذي نحن فيه وهو لا يسر بالمرة..
زين ونحن؟
أنبياء؟
أوصياء؟
معصومون؟
مو جربنا وشفنا وطلعت أرواحنا.

لو أن كل جهة وكل شخص وقف مع نفسه صادقاً، موضوعياً، ليحاسبها حساباً منصفا..
ماذا قدم للناس؟
ما هي إنجازاته؟
هل إستطاع أن يحقق من آمال الناس وتطلعاتها؟
ما هي إخفاقاته؟
وما أسبابها؟
لماذا لا تريده الناس؟
لماذا تتحاشاه وتخشاه؟
وأسئلة أخرى كثيرة يجيب عليها مع نفسه قبل أن يتوجه بلوم الآخرين وسبابهم والتعدي عليهم بحق أو بغير وجه حق.
لو إن هذا يتم فعلاً لما وصلنا إلى هذا المستوى المُفجع من التراجع ولما “انترست” وسائل إعلامنا بزمر “المبغجية” الذين يزكمون أسماع الناس بنباحهم ونهيقهم ونعيبهم وأصواتهم المنكرة الأخرى..
وإلا ماذا نسمي الهبوط والوضاعة التي تكون عليها بعض وسائل الإعلام وما فيها من الذين لا يصح تسميتهم بإعلاميين؟
وماذا نسمي خروج المنتفخين الذين يظهرون عبر هذه الوسائل تحت عناوين:
محللين
خبراء
كاتب
سياسي مستقل
وهم بما يحملون من وقاحة وبذائة وإبتعاد عن الإنصاف والموضوعية؟
أنور الحمداني إعلامي!
والميزان محلل سياسي!
لا هواي قيمنا..

مَن بإمكانه التنصل عن مسؤولية ما حدث ويحدث وسيحدث في العراق؟
مَن هو الذي لا يملك إقتصادية ومشاريع وشركات وكومشنات؟
أكو زلمة بالعراق يمكنه القول أنه قادر على الحصول على مشروع “ما” بدون دعم من جهة سياسية نافذة؟
ألم يتحول بعض “السياسيين” إلى مجرد مقاولين؟
ألا يسعى البعض للحصول على مكاسب سياسية وحكومية من أجل مكاسب إقتصادية؟
مَن يمكنه التنصل من هذه المسؤولية الثقيلة؟
مَن لم تكن من بين الكثير من إختياراته زمر سيئة أضرت كثيراً بالعراق والعراقيين؟
ذهبتُ برفقة مجموعة من الأخوة إلى قائد إسلامي نشكوا له من ظلم إختياراته وقدم الأخوة له بعض الأدلة، صراحة توقعتُ منه الإنصاف لمعرفتي السابقة به، لكنه رد “الأخوة” بجفاء لا يتناسب مع الشخص المتدين بل لا يتناسب مع مَن يملك ذرة من إنسانية!
الغريب أنه وبعد مدة اشتكى هذا القائد الإسلامي من بعض إختياراته هو وهو غير بريء الذمة بين يدي الله تبارك وتعالى..
هذا الشخص بين يدي الله تبارك وتعالى فهل يأتي “ربعه” ليدعوا أنهم غير مقصرين؟
مع الأسف هذا ما يحدث!
الأمثلة والشواهد كثيرة.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *