ـ أعظم دولتان إسلاميتان.. لا تغيب الشمس عن أراضيهما.. وصلتا من العلم والتقدم ما لم تصله أية دولة قبلهما أو بعدهما في كل أنحاء العالم حتى أوائل القرن الثامن عشر.
ـ فالإسلام أول الأديان التي جعل العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة.. وحث المسلمين على شد الرحال لطلب العلم.. ولو كان خلف أسوار الصين.
ـ الإسلام حرم تعذيب الإنسان.. كما حرم قتل النفس بلا ذنب.. أو اتهامها بتهم باطلة.
ـ كما حرم التمثيل بالجثة مهما كان المقتول.. أو تقطيعها.. أو حرقها.
ـ إلا إن حكام هاتين الدولتين وهم في أعلى رقيهم.. اتهموا أفضل علمائنا بالكفر والزندقة.. فتم: إما قتلهم.. أو نفيهم.. أو صلبهم.. والتمثيل بجثثهم أبشع تمثيل.
ـ نحن في العراق الحديث نعيد إنتاج.. ما قام به سلاطين المسلمين في تلك الدولتين اتجاه علمائنا وعلمهم.. واتجاه فقهاءنا.
ـ ونعيد ممارساتها.. ونعيد ارتكاب جرائمهم بعد مرور أكثر من ألف سنة.. وبنفس الأساليب.
ـ على الرغم من تقدمنا.. ومواكبتنا التطور العالمي.. وأخذنا بالديمقراطية الحديثة.. وإدارة الدولة.. وقد نستخدم أحدث التقنيات في الكثير من أعمالنا.. بل أحدث التقنيات يلعب بها أطفالنا.
ـ حالات كثيرة استخدمها أسلافنا باسم الإسلام.. نعيد إنتاجها اليوم.. والكثير منا موافقون.
ـ بل الكثير تجد الفتاوى لتبرير جرائم ارتكبها سابقاً حكام هاتين الدولتين.. ونعيد إنتاجها اليوم فرحين بانتصاراتنا.. على “الكفر والإلحاد”.
ـ رجموا الكعبة بالمنجنيق.. وحرقوها مرتين بالقرن الأول الهجري.. وسرقوا الحجر الأسود 18 سنة.
ـ وشتموا الإمام علي ابن أبي طالب (ع).. بأسوأ الالقاب من على المنابر 83 سنة.
ـ أبو بكر محمد الرازي (864 ـ 923م).. عالم وطبيب مسلم.. من علماء العصر الذهبي للعلوم.. درس الرياضيات.. والطب.. والفلسفة.. والفلك.. والكيمياء.. والمنطق.. والأدب.
ـ اشتهر الرازي وجاب البلاد.. وعمل رئيسا لمستشفى.. وله الكثير من الرسائل في شتى مجالات الأمراض.. وكتب في كل فروع الطب والمعرفة في ذلك العصر.
ـ الرازي.. ضرب على رأسه بكتبه حتى فقد البصر.
– وعندما طلب أحد تلاميذه علاجه.. رفضً وقال له: “لقد نظرتُ إلى الدنيا حتى مللتُ”.
ـ الحسن بن منصور الحلاج (858- 922م).. دعا الى إمكان الاستعاضة عن الوسائط في العبادة.. والتوفيق بين الدين والفلسفة.. على أساس من التجربة الصوفية.
ـ اتهمه الخليفة المقتدر بالله بالكفر.. وحكم عليه بالموت.. فضربً بالسياط نحو ألف سوط.
ـ ثم قطعت يداه ورجلاه.. ثم ضربت عنقه.. وأحرقت جثته بالنار.. ثم ألقي ما بقيً من تراب جثته في نهر دجلة.
ـ الفيلسوف السهْروَردى.. (1153- 1191م).. حامي حمى الدين.. والمدافع عن بيضته.. والقاهر لأعدائه من الفرنجة والزنادقة والمتفلسفة والشعراء وغيرهم.
ـ إلا إن صلاح الدين الأيوبي كان مبغضاً لكتب الفلسفة وأرباب المنطق ومن يعاند شريعته.. فقتل الفيلسوف السهْروَردى تجويعاً.. أكرر (تجويعاً)…… (داعش ما سوها).
ـ من يثور اليوم على كتلنا السياسية الإسلامية في العراق فهو ملحد وكافر.. والشرع حلل قتله!.
ـ بأية طريقة يقرها الحاكم.. سواء بالخطف.. أو التعذيب حتى الموت.. أم القتل بتفجيره وسيارته.. أم بالتعذيب حتى الموت.. أم تجويعاً !!
ـ محي الدين بن عربي ( 1165- 1240م).. مؤلف الفتوحات المكية.. وكتابه (ترجمان الأشواق).. من أقواله: “الحكم نتيجة الحكمة.. والعلم نتيجة المعرفة.. فمن لا حكمة له.. لا حكم له.. ومن لا معرفة له لا علم له”.
ـ كذلك يقول: “لا تعترضوا على المجتهدين من علماء الرسوم.. ولا تجعلوهم محجوبين على الإطلاق.. فإن لهم القدم الكبيرة في الغيوب.
ـ وإن كانوا غير عارفين وعلى غير بصيرة بذلك.. ويحكمون بالظنون”.
ـ ثار عليه الفقهاء بدعوى الضلالة.. واتهموه باستعمال الرمز كستار لإخفاء ما يُنافي الدين.
ـ نحن اليوم من يكتب سطرين على صفحته في الفيسبوك .. في التاريخ الإسلامي بحقيقته.. يتهم بالزندقة تماماً.. كما كان يتهم أجدادنا المفكرون ذووا النظرة التطورية.
ـ فانتظروا اليوم الذبح التطوري.. على طريقة خلفاؤنا وسلاطيننا في تاريخنا المجيد.
ـ لكن بإسلوب أكثر بغياً.. وباستخدام أحدت تقنيات القتل الحديثة!.
ـ ابن رُشد (1126ـ 1198م).. الفيلسوف.. والطبيب.. والفقيه.. والقاضي.. والفلكي.. والفيزيائي.. وهو عربي مسلم أندلسي.
ـ رأى ابن رُشد: إن الإنسان يحتاج للعقل والدين معاً.. داعياً الى إخضاع النص الديني للبرهان العقلي عند الخلاف.
ـ تعرض ابن رشد لمحنةٍ.. حيث اتهمه علماء الأندلس والمعارضون له بالكفر والإلحاد.
ـ ونفاه الخليفة العربي في الأندلس من قرطبة الى مراكش.
ـ وفي آخر حياته حرقت داره.. وكتبه.. حتى مات هناك.
ـ فيما أستفاد الأوربيون من فكر ابن رُشد.. هذا الفكر المعتدل.
أعظم إنجازات سلفنا الصالح:
ـ تسميم الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز.. قتل عمر بن الخطاب.. وقتل عثمان بن عفان.. وقتل علي بن ابي طالب.
ـ بل قتلوا سيد شباب أهل الجنة.. قتلوا الحسين (ع).. سبط نبيهم بلا ذنب.
ـ وتم اقتياد الإناث من أهل بيت رسول الله.. وهنً مكبلات بالأغلال إلى بلاط يزيد في موكب نصر ملعون.
ـ قتل الطبري.. وصلب الحلاج.. وحبس المهري.. وسفك دم ابن حيان.. وحرقت كتب الغزالي.. وابن رشد.. والأصفهاني.
ـ ذبح السهرودي.. وذبح ابن الجعد ابن درهم.
ـ علقوا رأس أحمد بن نصر.. وداروا به في الأزقة.
ـ خنقوا لسان الدين بن الخطيب (1313 / 1374م).. العلامة الأندلسي.. كان شاعراً.. وكاتباً.. وفقيهاً مالكيا.. ومؤرخا.. وفيلسوفاً.. وطبيبً.. وسياسياً.. من الأندلس.. درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس….. وأخيراً.. أحرقوا جثته.
ـ كفروا بن الفارض (1181 – 1235م) شاعر العشق الالهي.. طاردوه بكل مكان.
ـ قتل الصحابي الجليل مالك بن نويرة.. وطبخ رأسه في قدر واكلوه.. وزنوا بزوجته في ليلة مقتله.
“ايها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فاني مضحي بالجعد بن درهم.. فانه زعم ان الله لم يكلم موسي تكليماً.. ولم يتخذ ابراهيم خليلاً.. تعالى الله عما يقوله الجعد علواً كبيراً.. ثم نزل فذبحه في اصل المنبر فكان ضحية”.
ـ وطبعاً العلماء ورثة الأنبياء (كما يقولون).. وهم من نقل إلينا تصرفات هؤلاء السلف الصالح.
ـ لذلك فقد قام السادة العلماء بتكفير كل المفكرين بالعصر الحديث.. فهم خير خلف لأعظم سلف.
ـ لقد صنعوا إسلاماً غير الذي تنزّل على محمد (ﷺ).. وسفكوا به الدماء.. واستباحوا باسم الاسلام.. الأعراض.
ـ فوطئوا نساء الدول المفتوحة اغتصاباً.. وسرقوا الدور والقصور.. وذبحوا.. وقتلوا.. وباعوا.. البشر كرقيق في أسواق النخاسة.. فنعم السلف الصالح.
وفي عصرنا الحديث:
ـ محمد باقر الصدر (1935 ـ1980).. مرجع ديني.. ومفكر وفيلسوف إسلامي عراقي.. مؤلف لمجموعة كتب تعد الأبرز في الفكر السياسي الإسلامي.
ـ حصل على الاجتهاد في سن الثامنة عشرة.. فأصبح أحد الأعلام الكبار في الحوزة العلمية.
ـ وارتفع اسمه في الأوساط العلمية.. وقيل إنه قد حصل على الاجتهاد قبل البلوغ.. فكان ذلك سبباً في عدم تقليده لأحد من المراجع.
ـ بدأ في إلقاء دروسه.. ولم يتجاوز عمره خمس وعشرون عاماً.
ـ تسلم الصدر ذرى المرجعية الدينية منذ منتصف عقد السبعينات (أي عند الأربعين من عمره تقريبا).
ـ أُعدم بأبشع صيغة العام 1980 أثناء حكم الرئيس الأسبق صدام حسين .. بسبب أفكاره وعبقريته التي سبقت زمانه.. ولم يقف عند اعدامه.. بل اعدام شقيقته (بنت الهدى) معه.
علماؤنا اليوم:
ـ علماؤنا اليوم.. يجولون في العالم.. لان حكام بلدهم همشوهم.. وهددوهم.. بل قتلوا بعضهم.
ـ ومن بقيً منهم في عراق اليوم.. يعيش حد الكفاف.. وإذا مرضً لا يملك أجور دوائه.. وشواهد كثيرة وأسماء لامعة.. نخجل عن ذكرها اليوم.
ـ اليوم يتهم جميع المثقفين العلمانيين والإسلاميين الحقيقيين.. يتهمون بالكفر.. مع سبق الإصرار والترصد.
ـ انتظروا حرقكم!! أيها المثقفون في العصر الحديث.. على طريقة حكامنا قبل ألف سنة.
ـ إعصار الإرهاب الفكري بدأ يطغى على العراق دون رحمة.. أو هوادة.. عاجلاً أم آجلاً.
ـ سوف نصل إلى ما وصلت إليه أوروبا في العصور المظلمة.. والفرق بيننا وبين أوروبا هو أن أوروبا استطاعت أن تنجو من هذا الوباء.
لكننا نحن كل يوم نطمس في وحل التخلف.. فهل نستطيع أن ننجو ؟؟؟؟؟.
ـ التقدم له أسبابه.. والتخلف لا يأتي من فراغ.