لازلت مصراً بأن لا حل لمشكلة الدولة العراقية العليلة سوى ” الفدرالية” التي طرحها عام 1982 في المهجر السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله، ( والمتمثلة بمنح كل ثلاث محافظات خصوصية ادارية مستقلة بأستثناء العاصمة بغداد ومحافظة كركوك فهما يمثل كل واحد منهم اقليماً خاصاً لوحده ، وبذلك ضماناً بعدم قيام دولة كردية مستقبلاً، فيما تمثل العراق خمس وزارات سيادية الدفاع والداخلية والنفط والخارجية والمالية)، فلا العراق الملكي ولا العراق الجمهوري وجد حلاً لتلك الكتل البشرية ذات التنوع العرقي والاثني وأستطاع ان ينجز دولة راعية يعيش فيها الجميع بعدالة اجتماعية، بل شهدنا طيلة المائة عام ونيف الماضية تبادل ادوار للسلطة سطا فيها القوي على الضعيف دون اي رادع انتماءي عرقياً كان أو اثنياً سوى بعض المواقف الانسانية والدينية والوطنية لمرجعية النجف الاشرف!.
فزاعة البعث التي يلوح بها خصوم الشيعة بين الحين والآخر ( رغم فشل البعث في تحقيق اهدافه المعلنة فلا وحدة ولا حرية ولا اشتراكية ولا امة عربية توحدت ولا رسالة خُلدت تحققت)، لكنهم يدركون أي اعداء العراق ان الارضية الشيعية خصبة لحرث بذورهم وافكارهم، بسبب فشل ساستهم في الحفاظ على حقوق المناطق الشيعية، حتى وصل الامر باقتطاع اجزاء من اراضي البصرة لصالح الكويت وخنق رئة الجنوب وسط صمت القوى السياسية الشيعية في خطوة كويتية وقائية تحسباً لتحقيق الفدرالية التي طرحها الحكيم، والتي ستتحقق يوما ما لا محالة.
فشعارات الحاجة الى (نظام رئاسي) أو ( شبه الرئاسي) هي هروب للأمام وليس حلاً لمشكلة الفشل المستدام، التي ستغرق سفينة العراق بأهله، لأن المعطيات كشفت عن حجم الهوة المجتمعية التي لم تردمها تضحيات الشيعة ودمائهم من اجل الوطن، ما نحتاجه هو الاعتراف بخطيئة (العراق المركزي) التي تبنتها بعض القوى السياسية بالضد من مشروع الفدرالية آنذاك، وأن يتبنى ساسة الشيعة ترميم البيت الشيعي للضغط من اجل تحقيق النظام الفدرالي، فهو الضامن الوحيد على بناء الدولة العراقية التي تكفل العيش الكريم والعدالة الاجتماعية للطيف العراقي بجميع (فسيفسائه وموزائيكه )، ودون ذلك فأن فزاعة البعث وعودته حاضرة، ما يهدد الوطن باقتتال داخلي يكون فيه الخاسر الكبير هو الشعب العراقي.
[email protected]