-1-
مدرسة أهل البيت (ع) غنيةٌ بالعلماء الربانيين الذين انتهلوا من ينابيع علوم الائمة الهداة من آل محمد (ص) وتخلقوا باخلاقهم السامية فكانوا منارات إشعاع وهداية واحسان وانتصروا على ذواتهم وشهواتهم ورغباتهم وانطلقوا الى ميادين البذل والعطاء بعيداً عن الحسابات الذاتية والمصلحية وتجلّى البعد الانساني في مساراتهم الأمر الذي جعلهم يتربعون على القمم العالية .
-2-
ونحن هنا نريد الوقوف على قصة واحدة من تلك القصص المثيرة للاعجاب والتقدير وهي قصة العالم الرباني الكبير أية الله العظمى السيد محسن الاعرجي الذي اشترت له زوجته دجاجة وأحسنت طبخها ، وقد اشترتها من مالٍ حصلت عليه من قيامها بعملية ( الغزل ) المعروفة آنذاك .
اهتمت باعداد هذه الوجبة الدسمة من الطعام بعد أن ظهرت ملامح الضعف عند زوجها الزاهد الذي لا يتناول من الطعام الاّ القليل ويتورع عن التوسع في الطعام بما تحت يديْه من الحقوق الشرعية .
وحين قدّمت له الدجاجة اللذيذة سألها :
هل كان إعداد هذه الوجبة الدسمة من الطعام بسبب كوني زوجَكِ أم كان بسبب كوني عالما دينيا ؟
قالت :
صنعته لوجه الله تعالى،
قال :
فهل استطيع الآن ان اتصرف به كيف أشاء ؟
قالت :
نعم
قال :
لقد عزمتُ على تقديمه الى جيراننا اليتامى الذين لا عهد لهم بمثل هذا الطعام منذ مدة طويلة .
وسيكون ذخيرة لك ولنا عند الله .
وهكذا تمت عملية ايثار الأيتام على نفسه ، وفي أجواء من الابتهاج والرضا بذلك .
وهنا يكمن الدرس البليغ فما أحلى الاحساس بمعاناة الآخر ،
وما أحلى المسارعة الى اسعافه وتخفيف وطأة معاناته .
ان الفقراء والايتام والارامل والمساكين والمستضعفين ينتظروننا وينتظرون منا المساعدة والمونة فهل نحن فاعلون ؟
يراجع كتاب :
( كشكول الكاظميات في القصص والحكايات ) ص 251 – 252 للاستاذ المهندس الحاج عبد الكريم الدباغ .