تظاهرة أبناء واسط يوم أمس ،أمام مقار الأحزاب الحاكمة في مدينة الكوت،أثبتت بالدليل القطعي صحة الطرح،الذي دائمًا اؤكد عليه في تشخيص أسباب ما وصل آليه حال العراق؛والذي بحقيقته سبب واحد ليس إلا!!! حيث تابعت التعليقات، على أحد المنشورات الخاصة بتلك التظاهرة ،في أحد المجموعات على الفيس بوك؛ووجدت أن نسبة التعليقات ،التي تذم التظاهرة ومن فيها ،تقرب إلى النصف تقريبًا أو يزيد عنها!!! لهذا ليكن في حسبان الجميع،أن الانتماء للوطن،قضية صعبة جدًا جدًا ،لا يفقهها إلا من كان قلبه عامر بحب وطنه،وعقله مدرك لما يدور من حوله. وهذا الموقف للأسف الشديد،عاد بذاكرتي إلى الوراء ،إبان اندلاع تظاهرات تشرين في عام 2019 وكيف كان الكثير ممن أبتلى بهم العراق،بسبب أن بطاقاتهم الشخصية تقرأ بإنهم عراقيين!!! فكان فيهم الذام لها ولمن فيها،وكذلك المتفرج ،وأيضًا من كان شغله الشاغل ،كيف يتغلب على من يلاعبه الديمنو ،وهو يقضي وقته في أحد مقاهي المناطق المجاورة لساحة التحرير؛والتي لا تبعد سوى أمتار عن وقفة الجماهير المنتفضة آنذاك!!! هذا يثبت أن الخلل الرئيس ليس بالأحزاب الحاكمة مئة بالمئة،التي فشلت فشلًا ذريعًا بإدارة دفة حكم البلاد لقرابة عقدين من الزمن؛بل بالجماهير التي أيدتها وما زالت تؤيدها رغم كل ذلك الفشل، الذي أوصل تلك الجماهير إلى الحضيض بدرجة الامتياز!!! الخلاصة لما تقدم تكمن في ..أن لا تغيير حقيقي حتى على المدى البعيد،وعلى الداعي إلى التغيير الذي ينقذ العراق مما هو فيه ،أن ينتظر صحوة جماهيرية عامة ،تطمح معه للتغيير الجذري؛ وهذه أرى وقوع المعجزة السماوية أيسر منها بكثير!!!