قرار الاتحاد العراقي لكرة القدم بإقامة دوري المحترفين لايزال يواجه تحديات بين مؤيد لانطلاقه في الموسم المقبل 2023-2024 ومتحفظ بل هناك من يرفض اقامته بحسب مايراه ان الارضية غير مهيئة للتحول من الدوري العام الى مسابقة المحترفين.
الخطوة بحد ذاتها تعد محطة لنقل المسابقة من عالم الهواة الى مشروع تطويري، ولكن بتوفر الظروف المناسبة سواء من ناحية الاموال أو البنى التحتية، وصولا الى تشريعات وقوانين تصب في خانة انجاح مسابقة دوري المحترفين.
اتحاد الكرة في اكثر من تصريح وعلى لسان رئيسه عدنان درجال، أوضح مزايا الانتقال الى دوري المحترفين وابرزها تطوير كرة القدم والنهوض بواقع الكرة المحلية والاعتماد على العمل الاحترافي في جميع مفاصلها وتعزيز حضور العراق في المحافل الرياضية الخارجية، وضمان وصول اسود الرافدين الى كاس العالم 2026 بعد المشاركة الوحيدة في نسخة كأس العالم بالمكسيك 1986.
ولكن في الوقت نفسه هناك صعوبات كبيرة في تحقيق النجاح المنتظر لاسيما في الموسم المقبل الذي يحتاج الى تظافر الجهود من الاطراف جميعها ولاسيما الهيئة العامة لاتحاد الكرة التي عليها أن تأخذ دورها في عملية مد يد العون بعد التعرف على تفاصيل هذا المشروع واتخاذ القرارات التي تنظم عمل الاندية والاتحادات الفرعية، مما سيسهم في رسم استراتيجية تتناغم مع البرنامج الطموح في ايجاد الحلول الناجعة، وان وجود الاموال ستسهل على الاندية المشاركة ترتيب بيتها، ولكن كيف ستحصل الاندية على الاموال الحكومية لاسيما وان هناك اندية ليست مؤسساتية، وما يخصص لها لايسد رمق التنافس في مقصورة المحترفين.
وهنا يتبادر الى الاذهان السؤال الذي يشغل الوسط الرياضة، هو كيفية تحويل الاندية الرياضية الى شركات وتطبيق قانون الشركات حتى تستطيع تدبير أمورها في الجانبين الاداري والمالي، وان لاتكون شركات خاسرة تشكل عبئا على الحكومة، وفي جانب آخر لابد من التركيز على البنى التحتية للأندية المشاركة، فعلى سبيل المثال يجب ان يكون هناك توجها لبناء ملاعب اندية القوة الجوية والشرطة والطلبة واعادة تأهيل ملاعب اندية النفط والصناعة والكرخ بمدة زمنية محددة حتى تدخل الخدمة في الموسم 2024-2025 وتكون خير عون لمنشآت وزارة الشباب والرياضة التي تواصل ملاكات الوزارة عملية الادامة لملعبي الشعب والمدينة في العاصمة بغداد، فضلا عن ملاعبها في كربلاء والنجف وواسط والكفل وميسان والمدينة الرياضية في البصرة، وهذا الامر يشمل اندية المحافظات بوجوب التحرك لإعادة أعمار ملاعبها بالسرعة الممكنة وايجاد المستطيل الأخضر لإقامة التدريبات في بغداد والمحافظات لأنها من عوامل النجاح المنشود.
وحسب العقد الموقع مع رابطة الدوري الاسباني، فقد وضع اتحاد الكرة نقاطا يرى منها الضوء لمشروع كبير، منها ما متعلق بالإدارة والإشراف على تنفيذ دوري المحترفين في العراق، وتعيين مدير تنفيذي إسباني لإدارة المشروع، إعداد فريق عمل عراقي، تقوم رابطة دوري المحترفين بتدريبهم لإدارة اللجان العاملة على تنظيم مسابقة دوري المحترفين، فيما تولي الرابطة جميع الإجراءات المتعلقة بتسويق مسابقة الدوري، عبر التنسيق بين الإدارة التنفيذية لدوري المحترفين العراقي والمقر الرئيس لرابطة الدوري الإسباني في مدريد، وهذه النقاط تحتاج الى عمل كبير ومضني وتنفيذها سيحقق نقلة نوعية للكرة العراقية.