على مدى قرن من الزمان وأكثر يعاني العراق من الامراض السياسية المختلفة التي لحد الآن لم يتم العثور على علاج لها والدليل على ذلك هو تردي الاوضاع العامة في العراق وانحدار معدلات العيش الكريم بين فئات شعبه المتنوعة وكل يوم ينحدر الحال من سيء الى أسوأ وكل هذا له اسباب وأولها الغباء السياسي والاداري المتراكم لدى معظم المتصدين لقيادة البلاد منذ سنوات طويلة ومن المؤلم جدا اذا ماظهر هنا او هناك من يريد تصحيح المسارات الخاطئة في السياسة العراقية الفاشلة يُقمَع او يُهمَش او ربما يقتل اذا ماأصر على الذهاب بطريق التصحيح وبات معروفا لدى كل عراقي وطني شريف يشعر بمرارة هذا الحال ان جهات ظاهرة أو باطنة من القوى العالمية والاقليمية لاتريد للعراق ان ينهض بنفسه ويغير واقعه الى الافضل كون هذا سيؤثر على اهداف تلك الجهات الظالمة المجرمة الخطيرة ويضر بمصالحها التي لاتتوافق مع الوعي الانساني والحضاري الذي يتمتع به العراق قبل مجيء قوى الظلام المخصصة لحكمه بل تعمل على تعميق وترسيخ الغباء السياسي لدى من تختاره تلك القوى الخفية لحكم بلاد الرافدين حيث اعتمدت تلك الجهات المعادية للعراق منهجا شيطانيا طويل الأمد لاقناع الشعب العراقي بان القادم من السياسيين هو افضل من الحاكم الماضي والحالي وهنا ستبرد جذوة رفض الشارع العراقي للسلطة الغبية الفاشلة الحاكمة للبلاد على أمل التجديد وان القادم سيتغير نحو الافضل وهكذا تمضي السنوات على العراقيين دون انفراج وان هذا الأمل بالتأكيد سيأخذ وقتا طويلا يدفع ثمنه الشعب العراقي المظلوم وليس غيره وكلما مضى الوقت ومضت السنوات تتجذر الفئة السياسية الغبية في حكم العراق وتتعمق أكثر مما يصعب اجتثاثها واذا ماقمنا بالمقارنة بين اساليب ادارات وحكومات الدول الاخرى المجاورة للعراق او البعيده عنه فاننا سنرى سياسة السلطة الحاكمة في البلاد هي الأسوأ والاكثر غباءً على مستوى العالم وان طوفان الغباء السياسي والفساد المالي والاداري قد تسبب في افقار بلد من اثرى بلدان العالم كما تسبب هذا الطوفان بخراب حضارة عمقها التاريخي أكثر من سبعة الاف عام وجعلت من شعبه اشباحا غير منتجين وفاقدين الأمل بالمستقبل ولايتواكبون مع الحاضر وان الغباء والفساد والفشل الذي حل في العراق منذ بدء احتلاله البغيض قد اخرجه من المنظومة الانسانية وجعله بلدا يغرد خارج السرب على المستوى المحلي والعربي والعالمي وان كل دعايات ومشاهد الانفراج وتصريحات الحلول للمشكلات التي نسمع بها من ادعياء السياسة بين فترة واخرى ماهي الا زوبعة في فنجان ولااثر لها في الميدان وما أن تظهر أزمة في البلاد حتى يتم معالجتها بطريقة بائسة تفاقم تلك الازمة وتزيدها سوءً وهكذا تتراكم الأزمات فوق بعضها دون حلول وآخر تلك الازمات التي اربكت حياة ومعيشة العراقيين وهي كثيرة جداً أزمة ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل قيمة الدينار العراقي اذ تعتبر هذه الازمة من أسوأ الازمات في السياسة المالية في العراق وقد عجزت السلطة عن حلها وهذا مايطلق عليه بالفشل او الغباء الاداري والمالي الذي أصبح مثل الطوفان عندما يصيب المناطق الآمنة ويدمرها !!

فالى متى يتحمل الشعب العراقي أخطاء وغباء الطبقة السياسية التي حكمته طوال السنوات الماضية ؟؟ ومتى سيتصدى الشعب العراقي لهذا الطوفان الخطير الذي حل عليه من قبل الظالمين والفاشلين ؟

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *