..

إلى عمق الليل، تشيع هدأة روحي
ثم أساق كقيثارة
وكل من يعزف، يتبع آثار النوتات أينما تحل
يا للروح التي تنبسط كلما شدها الليل
تفي بوعودها لمن يلفه الظلام ويأخذه لدكة صامتة
ثم يساق أحدهم
كوحي إلى رأس كل النبوءات فيه
ولا يهدي أحداً
أنى له وهو يترقب في الليل ؟
كيف الثملون يضعون أيديهم في الماء ؟
ويخبرهم عن سره ؟
عن لهفته ؟
عن صراعه مع الأشياء قبل أن يسحب منها يباسها ؟
أنى له أن يهدي أحداً ؟
وهو يوشك أن ينفد من رأسه ؟
فقد ذرف كل أصواته التي جمعها في دروب لا مشاة فيها
غير الذين لم يسمعوا يوماً
لم يفقهوا كيف أن الرسائل تصل دون أنبياء لو وضعت على عتبة لا تكل من الصراخ
إلى عنق الليل أشد وأنا لست أنتمي للقلائد
وليس في كفي ما يبذر
أو ينفخ به في أرض قفر
فقد كنت أشتم البلاد التي تُؤويني ولا تلفني إلا بعد أن يشذبني الموت
أو أشتمها لأنها توسوس لخطواتي حين لم تتشبث بآثار العزف التي تركتها الأصابع
أو تشتمني كل النبوءات
وأنا طري جداً لأكون يافطة للأرض
يستدل بي الأنبياء على الشعوب
رغم أني قيثارة صامتة.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *