قائد عملية العزم الصلب الجنرال الأمريكي ماثيو ماكفارلين، قالها بصراحة بشأن بقاء الدور القتالي لقواته في سوريا، واقتصار وضع قواته في العراق على تقديم المشورة والتدريب والاستخبارات لدحر تنظيم داعش. في كل الأحوال لا يمكن ان تجري ادامة الزخم القتالي الأمريكي في سوريا، من دون الأراضي العراقية، وهذا الأمر له استحقاقاته على الواقع، ولابد ان يكون الجانب العراقي على دراية بتفاصيل الدور الأمريكي في الساحة السورية، ذلك ان العراق بهذه الحالة هو نوع من أنواع خلفيات القوات الامريكية المتقدمة في ساحات القتال السورية. ومن هنا يتطلب أن تكون الحدود العراقية السورية آمنة بالنسبة الأمريكان، وهذا سيجعل الحدود تحت المراقبة الامريكية بشكل أدق، وستكون عمليات التسلل او التهريب او نقل معدات عسكرية الى داخل سوريا تحت النظر، وبمعنى آخر، لن يكون مع الزمن العراق معبراً إيرانياً للوصول الى سوريا كما كان الحال في السنوات العشرة الاخيرة. هذا المشهد ببساطة لأي تغييرات في توزيع القوات الامريكية وزيادة اعدادها وإعادة ضخها في سوريا. ما سيكون هو تحول نوعي، أي انّ شعار مقاتلة تنظيم داعش في سوريا لن تكون مهمة عقائدية كما كانت شعارات المليشيات التي انطلقت من العراق الى سوريا في العقد الماضي للقتال هناك، وانما هي مهمة أمريكية لها توقيتاتها وحساباتها الخاصة والحصرية، ولن تكون زمام المبادرة فيها لأحد سواها.
الضجة حول نزول قوات جديدة في العراق، لها ابعاد سياسية داخلية ليس اكثر، ولم تعد الأراضي العراقية تمتلك مواصفات للاستخدام ابعد من المجال اللوجستي الأمريكي المحدود في المنطقة، وان مهمة الاستشارة والتدريب تعني استمرار الوجود وترسيخه، وهي مهمة دائمة ليس لها نهاية قريبة ابداً.
سوريا ستظل مجالا حيويا لروسيا وتركيا وامريكا وايران، أما العراق الذي ليس له مصلحة مباشرة هناك، لولا ظهور تنظيم داعش، فيمكنه ان يستثمر موقعه في تعزيز الفائدة وجنى ثمارها لصالح البلد.