-1-
ائمة اهل البيت (ع) – والامام الكاظم سابعهم – شموس ساطعة في سماء العلم والاخلاق والآداب والتضحيات الجسام لإعلاء كلمة الحق .
وسيرتهم حافلة بروائع المواقف والمشاهد الدالة على خلقهم العظيم ومنهجهم القويم .
-2-
جاء في التاريخ :
ان الامام الكاظم (ع) التقى رجلاً مسلماً ، دميم المنظر ، فسلم عليه وطايَبهُ وحادثه ثم قال له :
إنْ كانت لك حاجة فأنا أقوم بها،
فقال له قائل :
يا بن رسول الله :
مثلك مُنْ يتواضع لهذا ويسأله عن حاجته ؟
فقال (ع) :
هذا عبدٌ من عباد الله ،
وأخ لنا في كتاب الله ،
وجازٌ لنا في بلاد الله ،
يجمعنا وايّاه خير الأباء آدم ، وأفضل الأديان الإسلام،
ولعلَّ الدهر يرد حاجتنا اليه فيرانا بعد الزهو عليه متواضعين بين يديه”
لا الفقر المدقع ،
ولا دمامة المنظر وقبحه، مَنَعَا الامام الكاظم (ع) من الحنو على هذا المسلم الفقير الدميم، وحديث الامام (ع) مع الرجل … وهو حديث يقطر رقة وحنانا واهتماماً به زرع في نفسه بذور الأمل، وأشعره بانَّ هناك مَنْ يُعنى به أشد ألوان العناية، وهذا ما يملأ نفسه سكينة وطمأنينة وارتياحا .
-3-
ليست المعاملة الحسنة والاخلاق العالية وقفا على الوجهاء والاغنياء وانما هي سجية الامام الكاظم (ع) مع سائر عباد الله ، بوصفهم اخواناً وجيرانا .
ومن يستعلي عليك اليوم قد يحتاجك في الغد وعندها يأتيك
وقد ندم على ما صدر منه ازاءك بينما التواضع لا يزيدك الاّ عزاً
فكُنْ متواضعاً مع اخوانك ، مُحبّاً لفقيرهم وضعيفهم ، وعاشرهم جميعاً بأحسن ما تقوى عليه تكن من الفائزين في الدنيا والاخرة .