عندما يكون المستشار مؤرخاً واقعياً يبتعد عن سياسة التملق واختيار العبارات المنمقة ، ولم يكن من (وعاض السلاطين ) حينها نتيَّقن ان للتأريخ رجالاته الصادقين .
الدكتور عبد الله العياوي ابدعَّ في كتابه “خلف ستائر القرار ” عندما نقل وقائع ما حدث في حكومة السيد العبادي بأدق تفاصيلها ومامرت بها المرحلة من ارهاصات كانت اقرب الى الخيال ، وما رافقها من تحديات كادت تودي بالعراق ماضياً وحاضراً ومستقبلاً ، ليخرج من ركام تلك التداعيات كتاب يسرد الحقائق بمصداقية ومؤرخ اقل ما يقال عنه انهُ صادق مع نفسه ، وأمين في نقل الوقائع والتحديات كما هيَّ ، لتتجسد تلك الملحمة في كتاب يتكون من اكثر من (880) صفحة تتحدث عن مواقف وتحديات تلك المرحلة .
المؤرخ كعالم الدين فأن انحرف عن مساره زيف منظومة القيم الاخلاقية والمجتمعية وشوه من خلفه افكار الاف بل ملايين الناس ، لذا كان لابد للمؤرخ ان يكون دقيق في حيثيات ما ينقل لانهُ مؤتمن على حروفه وكلماته التي تشكل للاجيال القادمة مناراً يُحتذى به لمرحلة كادت تعصف بالعراق . مثل هؤلاء الرجال يستحقون منا الشكر والثناء في زمن التزييف والنفاق والتملق ، لتخرج كلمات الصدق وتفاصيل الاحداث بكل امانة وحيادية مؤصلة بذلك مرحلة مهمة من تأريخ البلد وليطلع الاجيال على ما مرَّ ببلدهم من عواصف سياسية واستهدافات عسكرية كان لابد لاصحاب القرار حينها من اتخاذ القرارات الشجاعة من اجل الخروج منها باقل الخسائر.
شكراً لمن كان صادقاً وأميناً في نقل الاحداث ومثل هؤلاء الرجال يستحقون الشكر والثناء
شكراً دكتور عبد الله العلياوي
شكراً لخلف ستائر القرار الذي كشف المستور وعززَّ الثقة بالمؤرخين الصادقين.