‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬مظلمة‭ ‬المواطن‭ ‬العراقي‭ ‬الى‭ ‬السلطات‭ ‬المختصة‭ ‬بالصدفة‭ ‬وعبر‭ ‬تفاعل‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ومع‭ ‬القنوات‭ ‬الشجاعة،‭ ‬وحين‭ ‬أهال‭ ‬المواطن‭ ‬على‭ ‬رأسه‭ ‬التراب‭ ‬ألماً‭ ‬وقهراً‭ ‬واستنجد‭ ‬بالمرجعية‭ ‬الدينية‭ ‬له،‭ ‬ولولا‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬،‭ ‬لكان‭ ‬حال‭ ‬هذا‭ ‬المواطن‭ ‬المغلوب‭ ‬على‭ ‬أموره‭ ‬وحقوقه‭ ‬مثل‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬العراقيين‭ ‬الذين‭ ‬خسروا‭ ‬أراضيهم‭ ‬وبيوتهم‭ ‬في‭ ‬الجادرية‭ ‬وسواها‭ ‬بالاستقواء‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬تصل‭ ‬مظالمهم‭ ‬الى‭ ‬مَن‭ ‬يقف‭ ‬معهم‭ .‬

المواطن‭ ‬المقهور‭ ‬كان‭ ‬يصرخ‭ ‬بألم‭ ‬يشير‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬جهات‭ ‬اقوى‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬تمضي‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬تريد‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬تستطيع‭ ‬وزارة‭ ‬أو‭ ‬جهة‭ ‬رسمية‭ ‬ايقافها‭.‬

المسألة‭ ‬ليست‭ ‬خاصة‭ ‬بقضية‭ ‬مواطن‭ ‬واحد‭ ‬ساندته‭ ‬مرجعية‭ ‬النجف‭ ‬بشكل‭ ‬فعّال،‭ ‬ثم‭ ‬باتت‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬امام‭ ‬المسؤولية‭ ‬القانونية‭ ‬والاعتبارية‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬الحقوق‭ ‬لأصحابها‭.‬

هذا‭ ‬الحال‭ ‬الصعب،‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يقوم‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬بمناقشته‭ ‬والخروج‭ ‬بتشريعات‭ ‬تدعم‭ ‬الحق‭ ‬المزدوج‭ ‬للمواطنين‭ ‬والدولة‭ ‬معاً،‭ ‬لكي‭ ‬يشعر‭ ‬المشجتمع‭ ‬بالاطمئنان‭. ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬مخاوف‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬متابعة‭ ‬ملفات‭ ‬مواطنين‭ ‬حينما‭ ‬يكون‭ ‬امامهم‭ ‬خصوم‭ ‬أقوياء‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬النفوذ‭ ‬الكبير،‭ ‬إذ‭ ‬ليس‭ ‬لكل‭ ‬مواطن‭ ‬فرصة‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬المسؤول‭ ‬الأعلى‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬الحال‭ ‬هكذا‭ ‬أيضا،‭ ‬لأنّ‭ ‬تطبيق‭ ‬القوانين‭ ‬يعني‭ ‬وصول‭ ‬الحقوق‭ ‬الى‭ ‬أصحابها‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬بيوتهم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬الى‭ ‬التوسل‭ ‬للوصول‭ ‬الى‭ ‬المسؤول‭ ‬الأكبر‭ ‬والأعلى‭ ‬في‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭.‬

هناك‭ ‬ملفات‭ ‬كثيرة‭ ‬منسية‭ ‬من‭ ‬التجاوز‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬مواطنين،‭ ‬غادر‭ ‬معظمهم‭ ‬البلد‭ ‬يائسين‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬حلول،‭ ‬بل‭ ‬خائفين‭ ‬من‭ ‬معاودة‭ ‬المطالبة‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬حق‭ ‬لهم‭. ‬سمعنا‭ ‬من‭ ‬عراقيين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬انهم‭ ‬واجهوا‭ ‬خيارات‭ ‬أحلاها‭ ‬مرّ‭ ‬عند‭ ‬متابعة‭ ‬قضاياهم‭ ‬المعلقة‭ ‬في‭ ‬البلد،‭ ‬لاسيما‭ ‬حينما‭ ‬تكون‭ ‬على‭ ‬صلة‭ ‬بعقارات‭ ‬وأراض‭ ‬ٍ‭ ‬بملايين‭ ‬الدولارات‭. ‬ورأينا‭ ‬كيف‭ ‬انّ‭ ‬السلطات‭ ‬المختصة‭ ‬كشفت‭ ‬مؤخراً‭ ‬عن‭ ‬تزوير‭ ‬في‭ ‬عقود‭ ‬ملكية‭ ‬العقارات‭ ‬الخاصة‭ ‬لحساب‭ ‬جهات‭ ‬متنفذة‭ ‬وعصابات‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬مختلفة‭ ‬منها‭ ‬النجف‭ ‬الاشرف‭ ‬والموصل‭.‬

المسؤولية‭ ‬كبيرة،‭ ‬ولابدّ‭ ‬من‭ ‬حملة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬دوائر‭ ‬التسجيل‭ ‬العقاري‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬كشف‭ ‬المطمور‭ ‬والمخفي‭ ‬ووقف‭ ‬التلاعب‭ ‬بأملاك‭ ‬الناس‭.‬

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *