التفكير اللاعقلاني يتطور مع الفرد منذ الطفولة المبكرة حيث يكون الطفل حساسا لمؤثرات البيئة الخارجية ، وأكثر قابلية للإيحاء وانه في هذه المرحلة يعتمد على الآخرين خاصة الوالدين في التخطيط والتفكير واتخاذ القرارات ، وإذا كان بعض أفراد الأسرة لاعقلانيين فأنهم يعتقدون في الخرافات ويميلون إلى التعصب ، ويطالبون أطفالهم تحقيق أهداف وطموحات لا تصل إليها إمكاناتهم ، مما يؤدى إلى إن يصبح الطفل لاعقلانيا انتشار الافكار اللاعقلانية بين اطياف الشعب العراقي لأسباب كثيرة منها الظروف التي مره بها البلد من حروب ودكتاتوريا أربعين سنة وحصار وتدني مستوى التعليم والفساد بشكل عام والانهيار النفسي لكل فئات المجتمع مما عكس ذلك على ثقافة الانسان بحيث أصبحت ضعيفة متأثرة بالظروف المحيطة به . لقد تعرض مجتمعنا العربي عموماً والعراق بخاصة وعلى مر السنوات الماضية إلى هزات عنيفة من قبل الحروب المتوالية وما رافقها من حصار اقتصادي والذي ألقى بضلاله على المنظومة القيمية للإفراد وترك بصمات واضحة في سلوكهم على المستوى الأخلاقي والاجتماعي والنفسي ، وأشعرت الإفراد بضعف الطمأنينة النفسية واللامعيارية.
كائن وحيد
الأفكار اللاعقلانية تلك التي لا يرجع أن تجد دعما تجريبيا وتعكس واجبات وأوامر مثلا يجب أن أودى بشكل جيد وأحوز القبول وإلا سوف اعتبر شخصا فاسدا ,ويصعب هذه الأفكار في الغالب الاضطرابات الانفعالية كالعصاب الذهان وغيرها. الإنسان هو الكائن الوحيد الذي خصه الله سبحانه وتعالى بنعمة التفكير , وبفضل هذا التفكير استطاع الإنسان أن يكون خليفة الله في الأرض وان يستحق نعمة الله سبحانه وتعالى , ويسعى الإنسان إلى استخدام الأفكار لوضع اهدافة والسعي إلى تحقيقها .، وحينما يمر الإنسان بأحداث يعجز معها عن تحقيق أهداف معينة ، وربما تمنع تحقيق هذه الأهداف فانه يشعر بالضيق ، ومن بين ما يحمله الأفراد من معتقدات حول هذه الأحداث تنعكس المشاعر والسلوكيات النابعة لديهم ، ويبدوا أن الأحداث بحد ذاتها لا تخلق المشاعر ، وإنما المعتقدات حول هذه الأحداث هي التي تسهم في تشكيل المشاعر وإظهارها على نحو محدد يميل الإنسان فطرياً أن يخضع للتأثير وبصفة خاصة أثناء مرحلة الطفولة ، ويكون هذا التأثير من أفراد أسرتهم من أقرانهم المباشرين ، وكذلك من جانب البيئة الحضارية التي يعيش فيها بوجه عام وعلى الرغم من أن هناك اختلافات شاسعة بين الأفراد في هذا المجال فان الإنسان يضيف إلى اضطرابه الانفعالي وعدم المنطقية بالخضوع لتعليم الأسرة والمجتمع وتقاليدها أن نسق الأفكار لدى الفرد عن الأحداث التي يواجهها هي المتغير الجوهري في تحديد استجاباته السلوكية والانفعالية؛ فإذا كان نسق أفكاره عقلانيا فإنه سيسلك بشكل فعال ومنتج، أما إذا كان نسق أفكاره لاعقلانيا فإنه سيسلك بشكل غير فعال وغير منتج ويعاني من الاضطراب وسوء التوافق. الأفكار اللاعقلانية هي الأفكار غير المنطقية وغير الواقعية التي تتميز بعدم موضوعيتها وتكون على درجة عالية من المبالغة في تقدير الفرد لكفاءاته والنظرة السلبية للذات والآخرين، والقلق الزائد على الذات وعلى مشاكل الآخرين مع الاهتمام بتعظيم وتضخيم الأمور نتيجة التكوين المعرفي للفرد وتفسيره للأحداث بما لا يتفق مع إمكانات الفرد أكدت الدراسات الأفكار اللاعقلانية دورا في نشؤ الاضطرابات النفسية وهذه الأفكار تأتى من التراكمات التي يواجها الفرد والضغوط في حياته وفقدان الأمل في تحقيق الأهداف الحقيقية مما يودى في النهاية إلى ظهور الاضطرابات النفسية أن الضعف النفسي العام والشعور بالتهديد الداخلي والخارجي لمكانة الفرد وأهدافه والتوتر النفسي الشديد والأزمات أو المتاعب والخسائر المفاجئة والصدمات النفسية والشعور بالذنب والخوف من العقاب وتوقعه والشعور بالعجز والنقص وتعود الكبت بدلاً من التقدير الواعي ,مما يؤدي إلى إصابة الشخصية القلقة نتيجة الفشل المستمر والخوف من مصادر التهديد المختلفة إلى محاولة الخروج من الواقع بالأفكار اللاعقلانية.