-1-
للشِعر وقْعُه الساحر على النفس ، فهو يدغدغ المشاعر ، ويثير الكثير من الخواطر ، ويدفع للتفاعل الايجابي دون إبطاء .
-2-
هناك من العلماء والأدباء مَنْ يرمي عصفورين بحجر واحد .
يعمد مثلا الى نظم أبيات يُوصي بقراءاتها عند الدخول على مَنْ بيده انجاز أمرك ، وبكل شجاعة وجرآة لتكسب الجولة ولا تخرج الاّ بقضاء حاجتك وهذا اللون من التلقين الأدبي – اذا صح التعبير – أصبح نادراً في ايامنا الراهنة – للاسف الشديد – حيث انحسرت مناسيب الشعر خاصة والادب بوجه عام .
-3-
ومن القصص الطريفة في هذا الباب :
انّ عالماً أدبيا شهيراً هو المرحوم العلامة الشيخ يوسف الفقيه العاملي دخل عليه رجل يستنجد به ليكتب له توصية الى ( جميل شهاب ) – وهو احد اصحاب المناصب العالية ليتولى تعيينه –
فقال له :
” تستأذن عليه ،
وتدخل وتقف بالباب ،
ثم تخاطبه بجرأة وشجاعة فانّه يوظفك “
ثم زوّده بثلاث أبيات نظمها على لسانه، ففعل ونال الوظيفة
أما الأبيات فهي :
إنّ الشهابي اذا أمحلتْ
أعوامُنا تُمْرِعُنا كَفُهُ
أو كشّر الدهرُ لأبنائِه
عن نابِهِ يُؤنِسُنا لُطْفُهُ
وأنتَ أولى ( يا جميلٌ ) بما
يضوعُ ما بين الورى عَرْفُهُ
-3-
ونحن نستحسن هذه الابتكارات الادبية واللقطات الذكية التي تسهم اسهاما فاعلاً في إذكاء روح الحُبّ للشعر والادب، وتبدد بالتالي شيئا مما تراكم من غبار السكون …