تاريخ الانقلابات العسكرية طويل في افريقيا، فقد شهدت القارة السمراء سبعة انقلابات في ثلاث سنوات، وكانت جميعها ذات طبيعة عسكرية، في وسط أجواء انتخابية هنا وهناك وشعارات ديمقراطية صاخبة واتهامات مدوية بالديكتاتورية. الدول العظمى لديها مصالح كبيرة في افريقيا، ولا يمكن ان تمر الانقلابات المتتالية هناك خارج بوابتها، في النيجر أو الغابون او ما سيأتي لاحقاً.
وجود النفوذ الأجنبي العسكري أو الاستثماري والسياسي للدول الكبرى في أي بلد، في آسيا او افريقيا لا يمنع من وقوع انقلاب في أي وقت، لن يكون بعيدا عن” ترتيبات دولية” معينة ،حتى وإن تضررت في الوهلة الأولى منه بعض الدول الكبيرة ، ذلك انّ الانقلابيين سيسعون لتسويق أنفسهم بأنهم حماة لمصالح الكبار، كما كان الذين سبقوهم .
الدول العربية كانت في قلب الانقلابات التي جاء بها ما سموه “الربيع العربي” وقبل ذلك وقع انقلاب عبر حرب كبيرة واحتلال امريكي مباشر للعراق، ولكن ذلك الربيع انقلب بسرعة عجيبة كابوسا في دول كثيرة، ولا يزال شبح الانقلاب العسكري والسياسي في اكثر من دولة قائماً، بل انّ تسريبات دولية تظهر في الأفق باتجاه دول، ومنها العراق بين فترة وأخرى، وخاصة بعد أن وجد الكبار انّ الكفة تميل بالمصالح والنفوذ لإيران.
رئيس وزراء عراقي سابق، لفت في مقابلة تلفزيونية قبل أيام الى إمكانية حدوث انقلاب في سوريا المجاورة، وذلك في معرض تفسيره لعملية انتشار القوات الامريكية الجديدة، والتوجه الحثيث لغلق الحدود العراقية السورية، التي لم تكن طوال سنوات عديدة، خاضعة في معظمها للسيادة العراقية الرسمية، وكذلك بالنسبة لسوريا ذاتها.
الانقلابات لا تنزل من السماء، ولا يوجد انقلابيون منعزلون عن الموقف الدولي في البلد الذي سيحصل فيه الانقلاب، لكن الانقلابات تحتاج الى قرارات “الضرورة” لذلك، مع التوقيت والمسوغات الظاهرة، ودائما يحصل كل شيء باسم الشعب، كما كانت جميع الانقلابات في العالم.
المنطقة العربية، غير بعيدة عن سيناريو انقلاب أو انقلابين في الأفق القريب أو البعيد، ولا يوجد مَن هو محصن في ظل أنظمة عربية لا تتوافر في اغلبيتها على الشرعية الحقيقية التي تكفل ان يقاتل الشعب ويموت دفاعاً عنها.
ومع ذلك، مرمى المفاجآت ليس بعيداً عن منطقتنا