بنيت الدول واتسمت بأنها دولة مؤسسات من خلال الوعي والالتزام التام بالدستور والقيم والقوانين والتعليمات التي تحكم المجتمع ومدى استعداده للقبول والألتزام بجميع الروادع التي تتحكم في بوصلة اتجاه وسلوك الافراد في مجتمعاتهم وتفاعلهم سلباً ام إيجابياً.
ان اهم الروادع التي تحكم الشعوب وتنظم حياتها وترسم الخطوط العامة في سلوكها وثقافتها في مجتمعاتنا العربية عموماً والعراقي خاصة هي :
_الرادع القانوني.
_الرادع الديني.
_الرادع الاجتماعي والعرفي .
حينما يكون القانون سائداً في المجتمع من ألمؤكد سيسود معه النظام في المؤسسات والمرافق عامة وتنضبط اتجاهات الافراد نحو احترام الحياة والمؤسسات القائمة عليها الدولة بعيدا عن الفوضى وهو الاقوى في النظم المدنية والديمقراطية.
في مجتمعاتنا العربية يوجد ايضا الواعز الديني وهو رادع اخر يصون الإنسان من الانزلاق في المهالك من جهه ، ومن جهة اخرى يساهم في إسناد الرادع القانوني للدولة طبعا اذا تم الفهم الصحيح للدين وبدون اجتهاد مشوه للقيم التي تصب في خدمة الإنسان وهو أقوى بالنسبة للنظم الإسلامية بالرغم ان القوانين الوضعية التي تنظم شؤون البلاد لايعارضها الدين بل ويحث عليها ويؤكد على احترام القيم الإنسانية والقوانين ومؤسسات الدولة كونها جزء من حياة المجتمع التي يجب أن تحترم .
ويبرز الرادع الاجتماعي والعرفي ايضا ورغم تمتعه بالاصالة والقيم والروابط الإنسانية الا انه يمر بالمد والجزر تبعا لسياسات الحكومة والظروف التي تمر بها الدولة ، ففي الوقت التي تضعف فيها الدولة ولايحترم القانون مع غياب الواعز الديني سيكون للعرف والتقاليد التي تتبناها العشائر والاشخاص سطوة وتأثير في الشارع بخرق القوانين والتهديد والقصاص وفرض قوانينهم الخاصة.
ومع تنامي قوة السلطة وفرض القانون يتراجع تأثير سطوة العرف والتقاليد.
ان الدول التي تحكمها القوانين والشعب الواعي لمؤسساتها هي أكثر استقراراً وتأثيراً وفاعلية في ضبط اتجاهات الافراد من بقية الروادع التي تحيا تحت ظل القوانين والدستور الذي يحكم البلاد.