كثير من نماذج بشرية في مجتمعنا تتفنن بالسوء وارتكاب الخطيئة بتعمد ، واحيانا بالغفلة واخرى بالسهو وثالثة مُضَللة .

والثالثة هي التي مُليء صدرها بالغل تجاه القيم الاصيلة للمجتمع التي عرضتها  للخطروالمِحنة ، لا الدولة مكترثة لضعف القانون ، ولا الاخيار من ابناء العشائر تعمل على اصلاح ما طرأ، والكل مطالب بالتصدي لهذا الطاريء على ما تؤمن به من ظفر للمحاسن والابتعاد عن الظواهر الدخيلة على نسيج المجتمع العراقي . اشخاص تتعرض الى الناس بقصد الابتزاز والترهيب بالعشيرة ، التي كانت ولا زال القسم الاعظم منها منار للخلق القويم والتمسك بالسجايا النبيلة ، لكن البعض منها أمسك بعصا (الفصل ) وانت (كوماني ) وحضر ( عمامك ) ( والدكة ألعشائرية ) يتبارى فيها نفرضال ( مكبسل ) خارج عن القانون وملة الحق ، يمارس عمليات خطف ، متاجرة بالحبوب المخدرة، اسلحة غير مرخصة ، انتحال صفة رسمية ، مما اصاب القيم الرصينة للمجتمع بالعطب من هذه السلوكيات المنافية للعادات والتقاليد التي يتمتع بها ونشأ عليها.

الأمر الأدهى من هذا كله عندما نقول الحقيقة التي يحاول اخفائها البعض، هي حواضن عشائرية واجتماعية لعصابات الدواعش والجريمة المتواجدة في الصحراء من الخلايا المتحركة والنائمة ، التي تقتل ابنائنا من القوات المسلحة والحشد وهي اساءة بالغة للثوابت وانتهاك واضح لكل القيم والمقدسات ، وهي بذاتها امتحان لدور المناطق  الحاضنة للارهاب موقفها من الوطن ومن بقية الطوائف عندما لا تساهم في تزكية نفسها عن محنة معيبة  في التقصير الحاصل عندما تجتمع مع من يحرق البلد وأهله وتسهل أمره في المرور والتواجد بين أضلاعها .

الذي يتابع ردود هذه الافعال المشينة بعضها منفردة واخرى سلوك جمعي ناتج من ازمات يمر بها البلد ، اقتصادية ، أمنية ، صحية كانت او تعليم بعد ابتعاد الكفاءات العاملة وحلت محلها الشهادات الجامعية العليا المزورة !! مما ولد ازمة نفسية حادة وانقسام بين ثنايا المحتمع للسلوكيات الآنفة الذكر ، ومما زادها شرخا  النزوح نحو بغداد العاصمة التي لا تتحمل هذا العبأ البشري بعد رفع قانون التملك فيها لمواليد 1958 حصرا ( وهذا معمول به في اغلب عواصم العالم للحفاظ على جماليتها وصيرورتها ) ، مما اغرقها في اعداد هائلة من تجمعات البطالة التي عرضت المجتمع الى التخويف والابتزاز،  اضافة الى بناء العشوائيات التي تحتاج الى مساعدات انسانية وماء وكهرباء لا تتحملها البنى التحتية لمدينة بغداد ، والقت بظلالها حملأ ثقيلأ على العاصمة وأهلها.

ان الفرصة اذا جاءت ان لا نتوقف عندها ، واعادة الحسابات مناطة بالجميع حكومة وعشائر وافراد بانهاء الصلة بكل ماهو ضار، وتنقية البيئة من الوهم الحاضن للارهاب وعصابات الجريمة المسببة للموت في النأي عن ما يوتر المجتمع ، وأخذ العبرة مما جرى من خسارات باهضة في المال والبشر وضياع الوقت بارادات خارجية واقليمية تنفذها عقول ذيول داخلية قاصرة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *