غالباً ما يوحي مصطلح الإبداع بشيء ايجابي، وعلى عكسه مصطلح التمرد. فالإبداع ينبغي أن يتضمن تفسيراً أو حلاً أو طريقة يستفيد منها الناس أكثر في حياتهم، في حين أننا نسمع كثيراً عن ما سببه التمرد من آثار سلبية وربما كوارث.
فالمبدع يحظى بمكانة جيدة ويكافأ بالجوائز والأوسمة، أما المتمرد فغالباً ما تلاحقه اللعنات والشتائم والعقوبات.
ولكن ما هي علاقة الإبداع بالتمرد؟
في البدء لا بد من الاشارة الى أننا نتكلم عن الإبداع الايجابي وكذلك عن التمرد الايجابي فكل عملية ابداع تبدأ بحالة تمرد! تمرد على المألوف والمتداول والتقليدي، وتعمل على استحداث شيء جديد أكثر قيمة وفائدة وأقرب الى الحقيقة.
وهذه المسألة لا تخص مجالاً محدداً في الحياة. تجدها في السياسة والاقتصاد والثقافة والفنون والاجتماع. فالساسة المبدعون هم أولئك الذين سبقوا أقرانهم وتفوقوا عليهم في خدمة شعوبهم وبناء مجتمعاتهم من خلال رؤى متقدمة في فاعليتها وتأثيرها الايجابي في جانبي الحياة سواء على مستوى الإدارة الاقتصادية في استثمار وتشغيل الموارد المتاحة أو على مستوى العدالة والرفاهية الاجتماعية.
وهكذا هم رجال الاقتصاد والاجتماع والثقافة، والأهم والأخطر في ذلك هم التربويون والمعلمون، في تمردهم على المألوف من مفاهيم وقيم وأنماط تفكير وابداعهم في جديد مفيد.
ان الإنسان المطيع والمتلقي بسلبية للموجود وللمألوف هو استنساخ لنص او صورة ولا يمثل بالتالي نصاً جديداً أو صورة مضافة.
وهنا لا بد من أن استسمح القارىء الكريم بإعادة عبارة ابتكرتها وأحببتها:
من لا يأت بجديد، فليس بجديد على الحياة!
وفي الختام لا بد من التنبيه والتحذير من العبثية ومحاولات خداع النفس والآخرين من خلال تمرد سلبي لا يغني ولا يشبع من جوع