طرح احد الاصدقاء الافاضل سؤالا على النحو الاتي (بس لو أعرف سر بعض الشعب .. عشرون سنه ويخرج للانتخابات وينتخب نفس الشخصيات والتي لم تقدم للعراق سوى الخراب والفقر والانقسام بين الشعب وبهم حرامية وعملاء بالعلن ؟!) .. وقد علقت على ذلك بالاتي : – في الانتخابات الاخيرة كانت نسبة الحضور متدنية جدا حيث لوحظ بان معظم الشيعة المتحضرين البعيدين عن قيم البداوة والتعرب لم يشاركوا في هذة الانتخابات ، لانهم وجدوا ان ارهاب النظام السابق قد استبدل بنظام فاشل وفاسد ومتهرئ بشكل غير مسبوق تسبب في اضعاف الدولة وافقد هيبتها وسطوتها ، وارهاب جديد اخر الى جانب ارهاب داعش وهو الذي يمارسه اعراب المكون الاكبر على الاعم الاغلب (الارهاب المجتمعي) حيث كان المتضرر الاول ولازال هم النخب الاجتماعية والعوائل المرموقة والمتحضرة واصحاب الاختصاصات العلمية والمعرفية والاكاديمين والاساتذة والاطباء وكبار التجار والصناعيين وغيرهم الذين اصبحوا عرضة للاهانة والتهديد والابتزاز وحتى اشد من النظام السابق ، اذن فما هو الذي تغير ؟؟!! اما الذين حضروا وسيحضرون في الانتخابات القادمة هم بالدرجة الاولى هؤلاء الاعراب الذين اشرنا اليهم (كما كنا نراهم في كل مناسبة ابان النظام السابق في اندفاعهم الاعمى لحد الرقص وترديد  والاهازيج) لان هؤلاء تجدهم في كل العصور هم الباحثين  عن اي فعالية تجعلهم يشعرون وقد اصبحوا كابناء المدينة بسبب عقد الدونية والعوز والحرمان وفقد الجاه والمكانة الاجتماعية والتي لازمتهم على الدوام وترفض مغادرة نفوسهم وفي مقدمتها العقدة التي كنا نلاحظها عليهم منذ العهد الملكي وهي (عقدة ابن بغداد) ،، وفي الحقيقة فان هؤلاء يشكلون عادة نسبة عالية من الناخبين وسيذهبون الى صناديق الاقتراع وهم يحملون عصبياتهم القومية والطائفية والقبلية والفؤية وغيرها ، ولذلك فاننا لاحظنا في معظم الانتخابات السابقة كان مرشحي الانتخابات يركزون في دعايتهم الانتخابية على عنوان العشيرة والقبيلة دون اي برنامج انتخابي واضح وذلك لجلب واغراء هؤلاء وبالنتيجة فان اي انتخابات قادمة ستأتي بالسيئ الاسوأ كحال العشرين سنة الماضية ، ولا توجد اي حظوظ تذكر للاوساط المتحضرة او ذات المواصفات العالية المطلوبة على الرغم من انهم يحملون شهادات عليا وكفاءات علمية ومعرفية وقدرات حقيقية في ادارة دولة ومجتمع .