شاء الله ان يجعل من الأخلاق معيارا لميزان العقل البشري فما يدمر اّلإنسان هو ذاته مايدمر البنيان وهكذا هي المعادلة الجدلية في فرق التكليف بين الإنسان والحيوان . ولأن الأخلاق مصداق الإداء والوزن والقياس والعطاء قكان ارتباطها بالعقل حتميا وأزليا .من هنا لا تحاسب القوانين الوضعية مجنونا اذا أخطأ او تصرف بسوء او غباء كما إنه معفيا من الحساب يوم الحشر . ربما على هذا الأساس او من هذا المنطلق يلوذ بعض المذنبين والمرتدين والمجرمين فيبرر بإنه يعاني من سوء الفهم او سوء التفاهم وهو في حقيقته واحد من اثنين لا ثالث لهما . اما غياب العقل عند احد الطرفين او انعدام الأخلاق سواء كان الطرفان في حوار او خلاف او اختلاف. هذه المعادلة قد تصلح للتوافق مع كل حالات الخلل في الجدال والحوار والحقوق والعلاقة بين المسؤول والمعية والراعي والرعية . فليس هناك سوء فهم او سوء تفاهم يدعوك لأن تساوي بين الظالم والمظلوم او القاتل والمقتول وبين الشريف والوضيع او بين المجرم والضحية فجميعهم في مهزلة العدالة الغبائوية وغياب الأخلاق مصداق العقل وحصانة الإنسان فيكونون لديه سواسية في الحقوق والتعامل والإحترام وجميعهم عدول بما فيهم فيفي عبده . كأني بذاك الشاعر الشعبي في يوم من ايام الزمن القذر حين وقف امام الطاغية المقبور ليمتدحه فألقى قصيدته العصماء في لغة المتملقين بعنوان واحد زائد واحد قال فيها بالنص ( واحد زائد واحد يطلع عشرة ؟ وانت الواحد وانت العشرة , وانت الواحد ولو ما الواحد , جا ضاع الواحد والعشرة . وانت الواحد وانت العشرة !!!! ) صفق له حينها الدكتاتور وكشر عن انيابه وقال له عفيّه عفيّه .. والتفت الى صاحب الشارب الرئاسي وقال له ( كرمو .. كرمو ..) . المشكلة ان القصيدة القيت بعد كارثة الكويت وموت مئات الآلاف من العراقين في الحرب والحصار . ليس لسوء فهم من الشاعر انما هو خلل في الأخلاق ام غياب تام لها .. أخيرا وليس آخرا .. سأل شخص الخوارزمي عالم الرياضيات عن قيمة الإنسان فقال له . اذا كان الإنسان ذا اخلاق فهو يساوي واحد . واذا كان ذا جمال ايضا فأضّف الى الواحد صفرا فيساوي عشرة . واذا كان ذا ثروة ومال فنضيف اليه صفرا اخر فيصبح 100 . واذا كان ذا ثروة ومال فأضّف اليه صفرا اخر فيصير الف . فإذا ذهب العدد واحد وهو الأخلاق ذهبت قيمة الإنسان وبقيت الأصفار التي لا قيمة لها . هي رسالة للجميع عسى ان يتذكر من يقرأها مهما كان وأيا كان إن الإنسان يأتي الى الدنيا بلا شيء، ثم يسعى فيها وراء كل شيء لكنه يترك كل شيء ويذهب الى قبره بلا شيء ويحاسب على كل شيء ..

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *