بعد اسابيع معدودة يطل علينا شهر رمضان المبارك شهر الخير والبركات والرحمة والغفران , ولازال التجار الجشعين يخزنون المواد الغذائية ويتفقون فيما بينهم على زيادة تلك الاسعار على نظام العرض والطلب إستقبالاً لشهر الطاعة , ويلّكم من عذاب الله في الدنيا والآخرة , حيث تشهد أسواق الجملة العراقية في جميلة والشورجة واسواق المحافظات العراقية الاخرى ارتفاعاً غير مسبوق بأسعار المواد الغذائية الرئيسية، بل حتى “اليهود ” لا يفعلوها مع غربائهم بأسوء الحالات , أفران الخبز والصمون بدأت تقلل عدد “القطع ” الارغفة التي تباع بالدينار العراقي فبعد ان كان “الصمون عشرة بألف ” وشاع عندها الاغنية الشعبية التي ارتبطت كلماتها بالصمون للمطرب الشعبي سعدون الساعدي , واصبح سعر الصمون “4” بألف , وكيس الطحين بمبلغ “60” الف بعد ماكان سعره “10” آلاف دينار , وهناك مخاوف شعبية من أزمة للخبز والصمون في العراق , أما الزيت أصبح سعر العلبة “5” آلاف دينار بعد ان كان سعره بألف وربع , واصبحت طبقة بيض المائدة بـ” 7″ آلاف دينار بعد ماكنت بـ “5” آلاف دينار , أما الرز فحدث ولا حرج أسعار خيالية , لانه غذاء يومي وخاصة وجبات الغداء الرئيسية لأغلب العوائل العراقية , وقد تسببت زيادة اسعار المواد الغذائية في استياء شعبي منقطع النظير وتذمر كبير لدى العوائل الفقيرة والمتعففة لا بل وحتى المتقاعدين ذوي الراتب المحدود الذي لا يكفي لعشرة ايام , الغرب يستقبلون المسلمين في بلادهم بسلال غذائية قبل شهر رمضان ونقول عنهم “ذولة كفار” , أما تجارنا المغموسين بالعبادة والديانة , فتجدهم خنازير مع سبق الاصرار والترصد , لا ذمة لهم ولا ضمير ,أما وزارة التجارة لا حول لها ولاقوة وليس لديها القرار الحاسم والبديل واصبحت الوزارة خاوية ضعيفة , حيث فشلت في السيطرة وتنظيم عمل وكلاء المواد الغذائية وزيادة الحصة ومفرداتها ونوعيتها , وكان عليها التأهب والتحسب لمثل هكذا ظروف والتخطيط المبرمج في الاستيراد والخزن , وزيادة الحصة الغذائية وضرب هؤلاء التجار عرض الحائط , فعلى الحكومة العراقية ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لتأمين الخزين الاستراتيجي للمواد الغذائية الأساسية، كإجراء يجري بالتوازي مع الارتفاع المستمر بأسعار المواد الغذائية في العراق , وكان لدينا مثال قد مر به العراق في حقبة جمهورية عبد الكريم قاسم عندما ارتفعت اسعار “الطحين ” والحنطة والشعير , أشبه بنماذج اليوم من تجار الحروب والأزمات عديمي الضمائروالاخلاق , حيث اتصل “قاسم ” آنذاك بدول الشرق والغرب لاستيراد الحنطة والطحين, وكانت الطائرات والسفن وشاحنات النقل البري تمتد لجسور لا تهدأ ولا تكل في ايصال تلك المادة الغذائية الرئيسية للشعب العراقي خلال أيام , وجعل “طحين وحنطة ” التجار يعشعش فيها القمل و”النمل ” والعفونة نتيجة خزنها الطويل , ولم يهدأ بال الزعيم ابن الشعب البار سوى التصميم على اشباع الشعب الجائع المسكين , وقامت حكومت ببيعها وتوزيعها بأسعار زهيدة تقوى الطبقة الفقيرة على شرائها, وبهذا الاجراء والقرار السليم , ضرب أطناب هؤلاء التجار الخنازير وخلخل قواهم المالية ,عندها اطلقت تسمية الحنطة بـ “الحنطة الزعيمية ” نسبة الى الزعيم عبد الكريم قاسم لتلك الحنطة المستوردة , تباً لكم ياتجار الحروب والأزمات وعساكم ” بأنكس ” الاحوال .
عرض صيرورة و إفرازات العولمة- دراسة.docx.