هناك نقطتان اساسيتان : –
الأولى : جوهرية تاكيد ان السيد مسعود برزاني وجلال طالبني هما الزعيمان الكرديان الأكثر شهرة وتاثير في العراق الحديث .
الثانية : أي قناة إعلامية مهما كانت وادعت تمثل جهة سياسية معينة وتحاول قدر الإمكان تسويق مصالحها وتحقيق فلسفتها .
شاهدت مقطع على اليوتيوب كاحد اهم وسائل البث والتاثير بالراي العام خلال العصر الحديث ، تضمن جزء من لقاء تلفازي للزعيم الكردي مسعود البرزاني ، سلط الضوء فيه على نقاط مهمة من أرشيف الاحتلال الأمريكي للعراق . اللقاء تم مونتاجه وفقا لسياسة القناة وتحويله الى مقطع يوتيوب للانتشار بشكل يعبر عن فلسفة الاعلام الجديد وفن توظيفه .. وقد بدا السيد مسعود هادئا – كما عرف عنه – وصريح ومتمكناَ وتحدث بمحاور مهمة دون الخوض بالتفاصيل المملة لكنه ابرق رسائل وشرح وجهات نظر وعبر عن مضامين يجب ان يطلع عليها كل مفكر وسياسي واعلامي ..
قال الرئيس مسعود : ( انه – والمرحوم جلال طلباني – تلقيا دعوة رسمية لزيارة غير معلنة لامريكا في نيسان 2002 . ابلغوهم ان احداث خطيرة ستضرب الشرق الأوسط ويجب ان يطلعوا عليها – دون ابلاغهم التفاصيل – ) .. وقد عرفوا هناك اتخاذ قرار تغيير نظام الحكم في العراق بالقوة العسكرية .. وانهم يريدون سماع رايهم ..
يضيف البرزاني بعد التشاور مع طلباني قلنا لهم : ( ان حدثا خطيرا كهذا يجب ان يخذ به راي المعارضة العراقية ) واستحسن الامريكان الراي .
عندها تقرر عقد مؤتمر لندن في سبتمبر 2002 وايد اغلب الحضور محاولة اسقاط النظام واتفقوا على ان يكون نظام الحكم البديل فدراليا ديمقراطيا اتحاديا ، فيما اعترضت اقلية من المعارضة على قرار الحرب ضد العراق – للأسف ان سياسة القناة وعبر اليوتيوب وبقصدية لم تجعل السيد مسعود يبلغنا من هي الجهات التي اعترضت على القرار الأمريكي وموجبات اعتراضها – .
( تركيا كانت موافقة بشرط دخول فرقتين عسكرية تركية الى الموصل وكركوك .. فيما بدا بشار الأسد غير معترض مع تخوفه من سياسة ما بعد التغيير .. اما ايران التي زارها البرزاني للاطلاع والتقى الجنرال سليماني الذي ايد الخطوة وكان مسؤولا عن ملف العراق ، فيما قال الرئيس رفسنجاني : ان اسقاط صدام يعد نصرا كبيرا لكننا لا نستطيع تاييد الغزو الامريكي علنا .. فيما طلب من السيد محمد باقر الحكيم رحمه ان يكون ممثل المجلس الأعلى واقعيا في المؤتمر ).
ثم عرج قائلا : ( ان قرار الأمم المتحدة اعتبار الامريكان قوى احتلال قرار خاطيء وافسد كل الخطط التي وضعتها المعارضة وان بريمر اصبح الحاكم المطلق للعراق مع انه مبعوثا للمساعدة بتشكيل الحكومة المؤقتة ) ..
ثم ساله المقدم سؤال ذكي متشعب سهل التوظيف عن القوى التي استنزفت الاحتلال الأمريكي : ايران ام سوريا ام المقاومة ام القاعدة .. فأجاب : ( جميعا اشتركوا في ذلك ) .
ختم السيد مسعود عن رؤيته للاحتلال وما سبقه بذكر شيء من القران الكريم ( تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء ) . ثم تذكر ما في جعبته عن ثورة تموز 1958 قائلا : ( كنت شابا حينما صعدنا على سطح قصر الرحاب وشاهدت احدهم كتب على ( التانكي ) ويقصد به خزان الماء ..( الكفر يدوم والظلم لا يدوم ) .