كارثة جديدة تضاف الى كوارث البلاد في المصيبة التي ضربت اهالي بلدة قره قوش / الحمدانية في محافظة نينوى وراح ضحيتها اكثر من مائة مواطن عراقي لغاية الساعة من هذه البلدة المسيحية العريقة في تراثها والأصيلة في وطنية ساكنيها وطيبتهم وانفتاحهم الى سائر المكونات في النسيج الوطني..كل هذا حصل نتيجة الإهمال في انخاذ تدابير السلامة والصحة والأمان في طريقة منح اجازة بناء قاعة الهيثم للاعراس والمناسبات لا تستوفي الشروط بل تم تمرير مشروع بنائها قبل سنوات بطريقة الغش ورشوة المعنيين في القضاء..امس الثلاثاء مساء كانت فرحة عرس اكتظت القاعة بأكثر من الف مدعو .. وسرعان ما انقلب العرس الى مأتم شعبي عام بل وطني مع سريان اخر ساعة من الليل حيث بدأت جوانب القاعة وسقفها بنثر شعاعات حارقة نتيجة سوء استخدام ادوات مشاعل الزينة / صعادات التي اخترقةًالسقف الفليني الهش.. وفي ظرف دقيقتين وقعت الكارثة بسقوط السقف الثانوي وتصدع اجهزة التكييف وتسرب الغاز في كل جانب من الفاعة التي افتقرت الى مخارج طوارئ واجهز ة الاطفاء والسلامة الاخرى.. تناثرت الجثث واختنقت غيرها بفعل الاكتطاظ وضيق المسافات وافتقار الممرات للخروج..كان لعائلتنا نصيب فيها باستشهاد زوجة اخي الكبير.. رحمها الرب وجميع من اختارهم الى دياره العامرة …والسلوى والعزاء للعوائل المنكوبة والبلدة وطائفة السريان الكاثوليك والعراقيين بكل طوائفهم ومكوناتهم.. اشير الى التعاطف اللامحدود من جانب الموصليين عندما هرعوا من المقاهي والشوارع للتبرع بالدم بحيث اكتظت بهم مستشفيات المدينة على ضعف ادائها وهشاشتها وافتقارها الى ابسط علاجات الحروق بحيث هرع العديدون لشراء المراهم والعلاجات من الصيدليات وايداعها في المستشفيات لغرض علاج المصابين.. وعصر اليوم الاربعاء كانت لفتة وطنية رائعة بإلغاء احتفالات الاخوة المسلمين بذكرى المولد النبوي الشريف تضامنًا وتعاطفًا مع اخوتهم في الوطن والمحافظة..وشهدت مقبرة البلدة كرنفالًا لإتمام المأتم بحضور واسع من مختلف الطوائف والأديان ومشاركة مسؤولين محليين ومن الاقليم…
عاشت الاخوة العراقية اينما اقام اهل الارض الأصلاء .. والصبر والسلوان لأهالي العوائل المنكوبة.. عاش العراق وعاش اهله الطيبون .. ومعًا نحو التغيير ومحاسبة المقصرين والمتاجرين باسم الدين والشعب والوطن.. فالإصلاح المزعوم لم يعد له شأن ولا فائدة سوى بالتغيير.. وهو قادم بعون الله..