تُعَدُّ البنية التحتية شبكة مترابطة تضم موارد ومؤسسات ومعارف، وتهدف إلى توفير الإطار الداعم للتنمية المستدامة ، اذ تتألف البنية التحتية من العناصر المادية والتنظيمية الأساسية التي تحتاجها المجتمعات لتشغيلها، وتشمل الأدوات والوسائل المستخدمة في تصميم وبناء المدن.
وعند استخدام البنية التحتية بشكل صحيح، يمكن تعزيز التماسك المجتمعي والشمول والثقة والازدهار، بينما يمكن أن تسهم في تفاقم الأزمات مثل عدم المساواة والاستبداد والتهميش.
وتعتمد فعالية البنية التحتية على كيفية إدارتها وصيانتها، اذ ان تحقيق الحوكمة الرشيدة للبنية التحتية يتطلب إرساء مؤسسات قوية وتطبيق إطار يعتمد عليه عملية التخطيط والتخصيص ، وتساعد عملية التخطيط والتخصيص الدول في تقديم الخدمات للمواطنين، الذين يعتبرون هدف التنمية المستدامة ، على سبيل المثال، يمكن للبنية التحتية توفير الخدمات الأساسية مثل المياه والصرف الصحي والتعليم والرعاية الصحية لجميع الأفراد ، كما يمكنها توفير فرص العمل والتوظيف، وتربط المناطق النائية، وتخفض تكاليف المعاملات وتعزز الاقتصاد ، وتشجع تنوع القوى العاملة في مشاريع البنية التحتية، مما يسهم في التغلب على العوائق التي تمنع مشاركة النساء في سوق العمل.
تنمية مستدامة
يؤثر تطوير البنية التحتية على مصداقية الحكومة ومسؤوليتها وبالتالي، يؤثر بشكل مباشر على التنمية المستدامة في جميع القطاعات ، على سبيل المثال، تساهم حوكمة البنية التحتية للنقل في زيادة إمكانية الوصول للسوق، وتعزز اتصال المجتمع المحلي بالخدمات الحكومية وتسهم حوكمة البنية التحتية لخدمات الاتصالات الرقمية في تيسير عملية المساءلة وتعزيز الشفافية ومراقبة المؤسسات بالإضافة إلى ذلك، فان حوكمة البنية التحتية للمياه والصرف الصحي تساهم في مكافحة انتقال الأمراض المعدية من خلال تعزيز النظافة الصحية وتوفير إمدادات المياه النظيفة والصرف الصحي الآمن. بواسطة تحسين الوصول إلى المياه الصالحة للشرب وتطوير بنية تحتية فعالة للصرف الصحي، يمكن الحد من انتشار الأمراض المعدية وتحسين صحة السكان، وبشكل عام، يمكن أن تسهم البنية التحتية الجيدة في تعزيز التنمية المستدامة من خلال:
تعزيز الاقتصاد: يمكن للبنية التحتية الجيدة تعزيز النشاط الاقتصادي من خلال توفير فرص العمل وتحسين الوصول إلى السوق وتسهيل حركة البضائع والخدمات.
الحفاظ على البيئة: يمكن تصميم وبناء البنية التحتية بطرق تحد من التأثيرات السلبية على البيئة، مثل استخدام تقنيات مستدامة وتنظيم النقل العام لتقليل انبعاثات الكربون وتلوث الهواء.
تعزيز الشمول الاجتماعي: يمكن للبنية التحتية الجيدة تحسين وصول الفئات الضعيفة والمهمشة إلى الخدمات الأساسية مثل المياه والصرف الصحي والتعليم والرعاية الصحية، مما يعزز التكافؤ والعدالة الاجتماعية.
تعزيز الثقافة والتنمية المجتمعية: يمكن للبنية التحتية الثقافية، مثل المسارح والمتاحف والمكتبات، القيام بدور هام في تعزيز الحوار الثقافي وتعزيز التعليم والابتكار.
مواجهة التحديات الطبيعية والكوارث: تساهم البنية التحتية الجيدة في تعزيز قدرة المجتمعات على التعامل مع التحديات الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل والأعاصير،
في الختام، يمكن القول إن البنية التحتية تلعب دورًا حيويًا في تعزيز التنمية المستدامة في المجتمعات ، بواسطة توفير الخدمات الأساسية وتعزيز الاقتصـــــــــاد والشمول الاجتماعي والحفاظ على البيئة، اذ يمكن للبنية التحتية الجيدة أن تخلق بيئة ملائمة للتطور والازدهار ، ومع ذلك فإن تحسين وصيانة البنية التحتية يتطلب حوكمة رشيدة ومــــشاركة المجتمع المحلي في عمليات التخطيط واتخاذ القرارات ، اذ يجب أن تكون هناك استراتيجيات لتمويل البنية التحتية وتوزيع الفوائد بشكل عادل ، عبر هذه الجهود، يمكن تحقيق تحسين شامل ومستدام في جودة حياة الناس وتعزيز مستقبل أفضل للأجيال القادمة.