في غزَّةَ الدَّمُ فيّاضٌ إلى الرُّكَبِ
والموتُ في النّاسِ مثل النّارِ في الحَطَبِ
والصَّمتُ يخنقُ مَنْ عادَوا عروبتَهُمْ
وصاحبوا كلَّ خوّانٍ ومغتَصِبِ
فتَّشتُ في العَرَبِ الأحياءِ عن عَرَبِ
فلم أجدْ فيهُمُ شيئاً مِنَ العَرَبِ
يستنكرونَ بأطنانٍ مِنَ الخُطَبِ
ويلطمونَ على الكرسيِّ والذَّهَبِ
ويلعبونَ بأطرافِ الكلامِ وهل
لَهُمْ إذا اشتدَّتِ الهَيجا سوى اللعبِ
وليس عندهُمُ خيلٌ مبجَّلةٌ
وليس عندهُمُ سيفٌ سوى الخشبِ
ناموا بأحضانِ أمريكا بلا خَجَلٍ
وهل ينامُ النَّشامى الصِّيدُ في الكُرَبِ
أعلامُ غزَّةَ في الأيّامِ باقيةٌ
وذِكْرُ غزَّةَ باقٍ في سَنى الحِقَبِ
لا القصفُ يُرهِبُها لا النّارُ تَحرقُها
لا البأسُ يأخذُها إلا إلى الغَلَبِ
مَنْ للعروبةِ إذْ صارَ المدى لهباً
وسيفُ دولتِنا قد ماتَ في حَلَبِ
لسوف ينقلبُ الأعداءُ أجمعُهُمْ
ما بينِ ليلٍ وصبحٍ أيَّ مُنْقَلَبِ
ورغمَ كلِّ الذي قد كانَ سوفَ نرى
نصرَ العروبةِ مرسوماً على الشُّهُبِ