في تبرير جريمة قصف مستشفى المعمداني في غزة .. عادت العنجهية الصهيونية الأمريكية على لسان الرئيس بايدن لتساند العقاب الجماعي الإسرائيلي الذي شمل قتل الاطفال والمرضى .. بعد تناقلت محطات الاخبار ابشع الصور عن هذه الجريمة .
في المقابل أغلب المؤلفات التي وثقت حرب الخليج الثانية.. يقفز من بينها ما يوثق جريمة قصف ملجأ العامرية.. وكيف كان الرد الامريكي قي مقولة تختصر كل شيء بان العراق لا يشارك العالم في حقوق الانسان.. وعندما سؤلت مادلين اولبرايت عن قتل الاطفال العراقيين بقنابل اليورانيوم المنضب قالت قولها المعروف بان قتل نصف اطفال العراق مقبول لإزالة نظام صدام البائد!!
ما بين جرائم اليورانيوم المنضب وقصف ملجأ العامرية نموذجا صارخا لها .. يتبجح الكثير من شخوص مفاسد المحاصصة بزهو ورخاء الديمقراطية الغربية ودفاعها عن حقوق الانسان.. حتى تكرر الحدث في غزة الحرة الرافضة لكل المساومات من قيادات دول عربية واسلامية على حساب الحق الفلسطيني.. فيما يبقى الموقف الامريكي الإسرائيلي والاوربي واحد لا يتغير ..كلهم يدعمون العقاب الجماعي لاهل غزة ..فيما يصمت من يصمت ..او يصدر بيانات الادانة لتكرار قتلنا مجددا ..في كل مرة يرفض فيها اهل فلسطين سلب وطنهم !!
معضلة الكثير من النخب والكفاءات المثقفة عربيا واسلاميا بشكل عام ..وعراقيا بشكل خاص تتجسد في ذلك التعامل الأعور والنظر لمضمون الديمقراطية وحقوق الانسان من زاوية ما هو متوفر في الثقافة العامة لهذه البلدان وما تحقق فيها من رخاء اجتماعي واقتصادي..فيما لم ينظر الكثير منهم إلى البعد الاخر في أساليب فرض العبودية على من يوصفون في بروتوكولات صهيون ب( الاغيار) هؤلاء الاغيار هم نحن الشعبوب الإسلامية والعربية ومنها الشعب العراقي .. الذي وضعت إسرائيل ابرز أهدافها في تفتيت العراق الى طوائف متناخرة مذهبيا وقوميا .. ونفذت سياسة ( محو العراق ) عبر مخطط نفذه الاحتلال الامريكي وشركاه الإقليميين والمحليين بعناوين براقة ومقدسة للمكونات والاقليات وحقوق الانسان!!
لكن ..
هل يستطيع عراق اليوم استعادة سيادته على ريع نفطه؟؟
هل تقدر الرئاسات الثلاث اصدار قرار يمنع تصدير النفط إلى اشعار اخر حتى تتوقف العنجهية الإسرائيلية في تدمير غزة ؟؟
هل يمكن أن يظهر موقف واحد موحد من جميع اطراف العملية السياسية لافعال محددة تساند طوفان الاقصى وتغادر الاجتجاج والتنديد؟؟
كيف يمكن تفسير البيان الامريكي عن التزام العراق باتفاقات الإطار الاستراتيجي مع واشنطن؟؟
هل تستطيع الطائرات المسيرة إيجاد معادلة الرد من محور المقاومة..مقابل بقية اطراف العملية السياسية؟؟
كل ذلك تنحصر الاجابة عليه في تعريف واحد مؤكد للصديق والعدو الذي ما زال غائبا عن دولة مدنية عصرية متجددة بمعايير الحكم الرشيد والمواطنة الفاعلة الصالحة.. مقابل تعريفات متضاربة متضادة لحالة اللادولة..التي منهم وفيهم من يتباهى بعينه العوراء وهي تنظر لتطبيقات العنجهية الإسرائيلية والدعم الصهيوني الظالم بثالوث الادارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والشركات متعددة الجنسيات..كما سبق لهم ان صفقوا لمادلين اولبرايت وهي تؤكد ان قتل نصف اطفال العراق مقبول لإزالة نظام صدام البائد فانتهى حال الديمقراطية العوراء الى نظام مفاسد المحاصصة الماسكة بالسلطة وثقافة المكونات وامراء الطوائف في عراق اليوم ..وفاقد الشيء لا يعطيه ومن فقد كرامة وطن من اجل كرسي السلطة لا يقاتل من اجل تحرير الاقصى ..ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!!