اذا كان لنا ان نصف ما يحدث في غزة فلابد ان نطلق عليه بجريمة القرن .
ان ما يجري في غزة هو عملية إبادة جماعية، و جريمة مكتملة الاركان ، تنفذ في وضح النهار ، جريمة. اتفقت على تنفيذها اسرائيل بغطاء امريكي اوربي ، مع سكوت عربي مطبق .
تقوم إسرائيل بقتل الاطفال والنساء بالحصار والتجويع والقصف وعدم ادخال الادوية وبالحرب النفسية التي يمارسها الاعلام المعدوم الضمير . ويقال عنها انها عملية ” الدفاعات النفس ”
متى كان قصف المستشفيات وقتل الاطفال دفاعاً عن النفس .
جريمة القرن هي التي تلقي الرعب في قلوب الشارع العربي من اجل احباطه وتخويفه .ما معنى ان يخرج الاعلام صور الدمار وما يحدث في غزة دون ان يذكر الخوف والهلع والدمار والصواريخ التي تسقط على رؤوس المحتلين ، كي تعطي زخماً لبعض المحبطين ، نقل صور الجانب الاخر يعني انهم يألمون كما يألم الفلسطينيون . والاغطية عليه هو جزء من الجريمة
وما يزيد المشهد رعباً هو ظهور الوحشية العربية بابهى صورها، وهم يريدون من العرب والفلسطينيين ان يدينوا الضحايا، ويؤيدون الجلاد.
انها الفضيحة الانسانية التي لا ينبغي السكوت عنها مطلقا.
ولعل واحد من مشاهد العجب هو موقف الجامعة العربية التي ” لا تهش ولا تنش” ، فقد قدر الله امينها العام ” احمد ابو الغيط ان يقول ويحذر العالم من تحول الحرب من صراع اسرائيلي فلسطيني الى حرب دينية .
انه فتح عظيم ان يكشف لنا ابو الغيط سراً خافياً عن العالم .
اما دور الامم المتحدة المشلولة فقد اوضحه الامين العام غوتيرش حينما وقف على الحدود المصرية الاسرائيلية يدعو الله ان يهدي اسرائيل كي تسمح للشاحنات ان تقطع طريقها نحو غزة ، علها تخفف من معاناة اهلها المنكوبين .
ياله من موقف تافه وموقف مخزي .
السيد غوتيرش نسي ان يرفع اكفه وباقي اكف فريقه ليدعو ويطلب بمعجزة كي يستطيع ان يدخل المعلبات وقناني الماء الى المتوجعين داخل القطاع .
واما دول العالم الحر !!!!!!! تطالب بتزويد اسرائيل بالمال والسلاح لتنتصر في حربها ضد مجموعة هي تطلق عليها ” ارهابية ”
يا للعار ان تتحرك حاملة الطائرات. والبوارج الحربية وتدعم اسرائيل بعشرات المليارات من الدولارات. واضخم ماكنة اعلامية وبسلسلة من الاكاذيب والافتراءات ، من اجل مجموعة قليلة محاصرة هي ” حماس ”
الغرب كله مرعوب من رجال استطاعوا كسر هيبة التكنولوجيا، وهيبة الحضارة الغربية .
وراحوا يتوسلون بعدم اتساع رقعة الحرب، رغم العنتريات التي اطلقوها في بداية المعركة ..
المعركة بالنسبة للفلسطينيين هي معركة اعادة الحقوق. والارض وهي معركة وجود ، اما بالنسبة لاسرائيل ونتينياهو وامريكا معركة الحفاظ على ماء الوجه.
التصريحات الغربية وجزء من تصريحات المتخاذلين مخجلة ومعيبة .
فهل هناك عيب اعظم من الوقوف مع الباطل وتشجيع القتلة والقاء اللوم على المقتول .
انها جريمة مزدوجة جريمة اقل ما يقال عنها انها منحطة في عالم منحط ، ضاعت فيه القيم والانسانية .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *